اعتبر عبدالكريم العنزي، عضو المكتب السياسي في "حزب الدعوة تنظيم العراق"، والذي يقود المفاوضات مع مقتدى الصدر في النجف، لحل الأزمة بينه وبين قوات "التحالف"، أن تسييس قضية مقتل رجل الدين عبدالمجيد الخوئي واتهام الصدر بها "عمل غير مقبول"، في اشارة الى استخدام القضية لتحقيق اهداف سياسية، منها "تركيع" تيار الصدر الذي أظهر معارضة قوية لمواقف مجلس الحكم. في الوقت ذاته، تحدث وكيل مدير "مكتب الشهيد الصدر" في العمارة عن "تنسيق استخباراتي أميركي ايراني بريطاني لانهاء خط الصدر". وأبدت جهات في "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" بزعامة عبدالعزيز الحكيم ارتياحها الى فكرة حل "جيش المهدي" اسوةً بحل "فيلق بدر" وتحويله الى منظمة سياسية. وقال ابو بكر الساعدي، عضو قيادة "المجلس الاعلى" إن حل "جيش المهدي" وتحويله الى منظمة سياسية، أحد شروط تسوية أزمة مقتدى الصدر مع "التحالف". ويبدو ان قيادة عبدالعزيز الحكيم سترحب بإنهاء "جيش المهدي"، باعتباره منافساً كبيراً لعناصر "بدر". كما أن دخول عناصر "المهدي" في صراع مسلح مع قوات الاحتلال الأميركي، أمر يلقي بظلاله على قيادة "بدر" التي لم تلجأ الى العنف ضد الأميركيين. وحذر جمال الوكيل، زعيم "حركة الوفاق الاسلامي" من تحجيم تيار الصدر، في حين أكد مصدر في "المؤتمر الوطني العراقي" ل"الحياة" أن أزمة الصدر مع قوات "التحالف" شكلت "فرصة سانحة لقوى مرجعية سياسية ودينية لتأديب عنفوان الصدر، وتحديه للمرجع الاعلى والاحزاب الشيعية الكبيرة". واضاف ان الازمة اجبرت الصدر على العودة طائعاً الى مرجعيته بعدما تخلى عنه الجميع وبعدما خيب المرجع الاعلى علي السيستاني أمله في اصدار فتوى "للجهاد ضد الاميركيين". الى ذلك، قال مسؤول في "المجلس الاعلى" ل"الحياة" ان الادارة الاميركية أبلغت مقتدى الصدر، عن طريق وسيط شيعي، ان علاقاته المفترضة مع "حزب الله" في لبنان وحركة "حماس" الفلسطينية ستكون محوراً للتحقيق، وانه سيخضع للاستجواب في شأنها. ورأى عضو في "هيئة علماء المسلمين" ان "دخول ايران على خط التفاوض مع الصدر، يعني ان الاميركيين ارادوا من التدخل الايراني أمرين: الاول، تشديد الضغط النفسي والسياسي على الصدر ليسهل ترويضه، والثاني تعزيز فكرة لجوئه الى ايران". وأكد الشيخ خالد الفريداوي، وكيل مدير "مكتب الشهيد الصدر" في العمارة 400 كلم جنوببغداد، ان الحرب مع القوات البريطانية مستمرة هناك، مشيراً الى أن "هذه المعركة تتصاعد في ظل التهديدات التي تتعرض لها مدينة النجف من قوات التحالف". وزاد: "إذا حاول التحالف الاعتداء على النجف، والتجاوز على السيد مقتدى الصدر سنجعلها معركة بالسلاح الابيض". وقال ان القوات البريطانية في العمارة تكبدت خسائر جسيمة الاسبوع الماضي، منها طائرة "شيفوك" وثلاث طائرات استطلاع و11 مدرعة. واتهم أحزاباً شيعية بالتآمر والوقوف مع الاحتلال، لافتاً الى ان "الاستخبارات الايرانية تعمل في مدينة العمارة في شكل كثيف ومعلن في بعض الاحيان، وتدعم احزاباً معروفة بارتباطها بطهران تارة وبالاحتلال تارة أخرى". وتحدث عن "تنسيق مخابراتي ايراني - أميركي - بريطاني يسعى الى تدمير خط الصدر".