سيكون عشرات الآلاف من "قادة المستقبل" في مدارس المرحلتين الاعدادية والثانوية، اعتباراً من العام الدراسي المقبل، على موعد لتعلم مبادئ القانون الانساني وكيفية التعامل في اوقات الحرب والنزاعات المسلحة. وامكن تحقيق ذلك بموجب اتفاق بين "اللجنة الدولية للصليب الاحمر" ووزارة التربية السورية لتدريس مبادئ القانون الدولي الانساني لطلاب تتراوح اعمارهم بين 14 و18 سنة ينتشرون في نحو 8500 مدرسة في ارجاء سورية، اضافة الى رعاية رسمية لحملة دولية موجهة لأطفال سورية عن "الطفل والحرب". وقالت مصادر في "الصليب الاحمر" ل"الحياة" في دمشق: "درّبنا 75 معلماً في مدارس ريف دمشق لتطبيق هذا المنهاج الجديد، وسنقوم بتقويم التجربة والطريقة التعليمية في تموز يوليو المقبل استعدادا لإدخاله الى جميع المدارس". وكانت عملية تدريس مبادئ القانون الانساني بدأت عالمياً في نهاية الثمانينات في دول الاتحاد السوفياتي السابق. ثم جرى العمل في العام 1998 على نقل "التجربة" الى الدول العربية الى ان بدأت فعلياً في العام الفين لتشمل المغرب والاردن ولبنان واليمن ومصر. وقالت المصادر: "حاولنا جعل البرنامج محلياً حسب القيم الاسلامية والعربية، اعتماداً على خطب الخليفة عمر بن الخطاب وابو بكر الصديق المتضمنة القيم الانسانية خلال النزاعات المسلحة". يعني هذا عملياً ان عشرات الآلاف "من سياسيي وقادة وجنود المستقبل" سيكونون على موعد مع حديث الاساتذة عن "احترام الكرامة الانسانية واصول التحارب وآليات معاقبة مجرمي الحرب وتطبيق القانون الانساني" من خلال دمج هذه المبادئ في المناهج السورية خصوصاً كتب "القومية العربية" والفلسفة والدين. وشهدت مناهج "القومية العربية" في السنوات الاخيرة تعديلات او الغاء في المدارس والجامعات السورية. كما ان وزارة التربية ألغت التدريب العسكري واللباس ال "كاكي" العسكري لتحل محله الوان زاهية. وكان وزير التعليم العالي الدكتور هاني مرتضى رفض في حديث الى "الحياة" وضع هذه الاجراءات في اطار الاستجابة ل"ضغوط خارجية" او بسبب احتلال العراق. واوضح ان الغاء التدريب العسكري في الجامعات الحكومية الاربع استهدف ابعاد "المظاهر العسكرية لأن الجامعات هي مؤسسات مدنية خلقت للعلم والتعليم" من دون ان يعني ذلك الغاء "عسكرة الجامعة" بسبب وجود "معسكرات خاصة لتدريب" الطلاب خارج الحرم الجامعي. الى ذلك، عقدت منظمة "الصليب الاحمر" ندوة للتعريف بنشاطاتها في العالم، خصوصا العراق، بدءاً من العام 1980 والاراضي الفلسطينية المحتلة العام 1967بعد بدئها في العام 1948 في مخيم الحصن شمال الاردن. وقال المسؤول الاعلامي للمنظمة في عمان معين قسيس ان مشاورات سياسية وقانونية جرت داخل "الصليب الاحمر" لاعتماد مصطلح "جدار الضفة الغربية" بدلا من "الجدار الامني" حسب اسرائيل او "جدار الفصل العنصري" حسب الجانب العربي، ذلك بسبب حرص هذه المنظمة على مبادئ "الحياد، وعدم الانحياز والاستقلالية"... وعدم الوقوع في "مصيدة المصطلحات وزلات اللسان". وبعد رفض اسرائيل الاعتراف برمزي "الصليب" و"الهلال" وتمسكها ب"نجمة داوود"، يبحث خبراء المنظمة عن رمز جديد "لن يكون الماسة لأن الحروب تشن في افريقيا بحثاً عن الماس" حسب قسيس. عن العراق، قال ان هناك "شعوراً عاماً ان منظمتنا انسانية والا لما كنا قادرين على الدخول الى مراكز مقدسة"، من دون ان ينفي ان يكون احد اسباب تفجير مقر المنظمة الدولية في بغداد "وجود انطباع انها هيئة مسيحية"، اضافة الى "سوء استخدام لشعارنا" في عمليات عسكرية من جانب اطراف عراقية واساءة وسائل اعلام وشخصيات لحرمة الموت. ومن اصل نحو نصف مليون اسير ومعتقل زارهم مندوبو "الصليب الاحمر" في العام الماضي، كانت حصة العراق 13 الفاً بينهم الرئيس العراقي صدام حسين الذي حصل على جميع شروط "أسير الحرب" من رقم متسلسل الى راتب شهري.