أبدى وزير الخارجية الاميركي كولن باول غضباً من مقارنة العراقبفيتنام، رافضاً الكلام على وجود "مستنقع تغرق فيه" الولاياتالمتحدة. واعترف للمرة الاولى علناً بأن سلطة التحالف سشتفرض قيوداً على الحكومة العراقية الانتقالية، مكرراً ان واشنطن ستبقي قواتها بموجب اتفاقات ستبرم مع هذه الحكومة. في الوقت ذاته طالب المرشح الديموقراطي للرئاسة الاميركية جون كيري بتفسيرات حول نقل السلطة في العراق، وب"تدويل" الاحتلال. قال وزير الخارجية الاميركي ان الحكومة العراقية الموقتة الجديدة ربما يكون عليها ان تقبل بعض القيود على سيادتها بعد ان تسلمها الولاياتالمتحدة السلطة في الاول من تموز يوليو. واضاف ان واشنطن تعتزم التوصل الى اتفاقات لابقاء قواتها في العراق بعد تسليم السلطة وابقاء القوات المسلحة العراقية بقيادة اميركية. وليس واضحاً من سيضطلع بالسيادة لكن باول اكد ان الخيار الرئيسي هو توسيع مجلس الحكم الذي عينته الولاياتالمتحدة ويضم 25 عضواً. وتوقع ان تواجه السلطة الجديدة هجمات على غرار تلك التي تواجهها الآن سلطة الائتلاف الموقتة التي تقودها الولاياتالمتحدة منذ الغزو الذي اطاح صدام حسين قبل سنة. ووافقت الولاياتالمتحدة العام الماضي على تسليم السيادة للعراقيين بحلول آخر حزيران يونيو، لكن خطتها لاختيار حكومة موقتة من خلال مؤتمرات اقليمية انهارت لاسباب بينها اعتراضات من المرجع الاعلى للشيعة في العراق آية الله علي السيستاني. ولفت باول الى ان الولاياتالمتحدة تتطلع الى استصدار قرار جديد من مجلس الامن تتضمن بندوه بعض التأييد للسلطة العراقية الموقتة كما يحدد دور الاممالمتحدة واستمرار وجود القوات الاميركية والقوات "الحليفة". وسئل في شهادة امام لجنة نوعية في مجلس الشيوخ هل يشعر بالقلق من احتمال ان تطالب الحكومة الموقتة برحيل القوات الاميركية فأجاب: "اضعف مخاوفي ان يطلبوا منا الرحيل قبل الاوان، لأنهم سيحتاجون الينا من اجل الامن لبعض الوقت وسيحتاجون لذلك النوع من الحماية". وشدد الوزير الذي خدم مرتين في فيتنام، على ان العراق ليس "مستنقعاً سيلتهم" الولاياتالمتحدة. وعبر عن غضبه من مقارنات بين الغزو الاميركي للعراق وحرب فيتنام التي قتل فيها اكثر من 58 ألف جندي اميركي. وزاد: "لا اعتقد ان هناك اي فائدة في هذا النوع من المقارنات. فيتنام جزء آخر من العالم وحقبة اخرى في التاريخ". واستدرك ان الوضع في العراق "مختلف تماماً. لدينا جيش هناك يعرف ما يفعله، ولدينا شعب يريد ان يكون حراً في مجتمع ديموقراطي. وليست هنا دول كبيرة داعمة خارج العراق تغمر المكان بالسلاح والرجال". وتابع ان هذا البلد "ليس مستنقعاً سيلتهمنا". ويجادل منتقدون بأن ادارة جورج بوش ذهبت الى العراق من دون قوات كافية للحفاظ على الامن، ويشير محللون الى ان الاشتباكات العنيفة مع الشيعة والسنة المعارضين للاحتلال ربما تستدعي ارسال مزيد من الجنود. وباول كان رئيساً للاركان المشتركة للقوات المسلحة وصاغ ما عرف ب"مبدأ باول" الذي تتضمن عناصره الاعتقاد بأن الحرب يجب ان تكون ملاذاً أخيراً وان القوة عندما تستخدم يجب ان تكون كاسحة وعند الذهاب الى الحرب ان تقترن بتأييد شعبي واسع وان تكون هناك ايضاً استراتيجية واضحة للخروح منها. في غضون ذلك طالب المرشح الديموقراطي للرئاسة الاميركية جون كيري الرئيس جورج بوش بتفسيرات لاجراءات نقل السلطة المقرر في العراق في 30 حزيران. وقال في جولة انتخابية في ميلووكي ويسكونسن ان "على الرئيس ان يشرح للشعب الاميركي ما يلي: من سينقل السلطة في 30 حزيران، وماذا سنحمي في 30 حزيران"؟ وعلى رغم موجة العنف المتصاعدة في العراق، كررت ادارة بوش مراراً ان 30 حزيران سيبقى موعداً ثابتاً لنقل التحالف السلطة الى حكومة عراقية. لكن كيري قال ان كثيراً من الاسئلة ما زال عالقاً: "الى من سينقل الاميركيون السلطة؟ ومن سيقود الحكومة العراقية الجديدة؟ وكيف ستكون العلاقات بينها وبين القوات الاميركية التي ستبقى في العراق"؟ وطالب بتدويل احتلال العراق، متسائلاً: "لماذا تحمل الولاياتالمتحدة هذا العبء وحدها تقريباً؟". وكان وصف الاربعاء الاحتلال الاميركي للعراق بأنه "ورطة" معتبراً ان الوقت حان ليعترف بوش امام العالم بالصعوبات التي يواجهها. الى ذلك قالت السفيرة العراقية الجديدة في واشنطن رند رحيم فرانك في الكونغرس الاميركي ان الولاياتالمتحدة ما زالت تحظى بدعم الاكثرية الساحقة من العراقيين، على رغم المواجهات الدموية مع قوات التحالف، كما ذكر احد اعضاء مجلس الشيوخ. وذكر جون كيل السناتور عن ولاية اريزونا جنوب غرب ان السفيرة اكدت ان الهجمات الاخيرة على المصالح الاميركية ومصالح البلدان الاخرى في العراق "لا تعتبر انتفاضة شعبية في العراق، على رغم خطورتها". ونقل عنها ان "معظم العراقيين يؤيد وجود الولاياتالمتحدة ويقدر ما نحاول فعله بمساعدة الشعب العراقي هنا، والمجموعة الصغيرة نسبياً من المستائين لا تمثّل وجهة نظر الشعب العراقي بأكمله".