حاول الرئيس الامريكي جورج بوش استعادة المبادرة حول العراق في مواجهة التشكيك في استراتيجيته لاحلال الديموقراطية في هذا البلد المنكوب بعد 30 حزيران يونيو المقبل ووعد بهدم سجن ابو غريب الذي اصبح رمز فضائح الاحتلال. واكد بوش في خطاب القاه في الكلية العسكرية في كارلايل في ولاية بنسلفانيا (شرق)، وتجاهلت وسائل الاعلام الأمريكية بثه على الهواء مباشرة، انه يتوقع اياما صعبة مقبلة في العراق. وحذر من ان الطريق الذي يفتح قد يبدو في بعض الاحيان مشوشا، لكن اقامة عراق حر يحكم نفسه بنفسه سيحرم الارهابيين من قاعدة عمليات ويفقد مبادئهم الضيقة مصداقيتها ويعطي دفعا للاصلاحيين في المنطقة. وقبل خمسة اسابيع من نقل السلطة الى العراقيين وقبل اكثر بقليل من خمسة اشهر من الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة، عرض الرئيس الامريكي استراتيجيته. واعلن بوش ان مبعوث الاممالمتحدة الى العراق الاخضر الابراهيمي سيقدم خلال الاسبوع لائحة باسماء الشخصيات المرشحة للحكومة الانتقالية العراقية الجديدة التي يفترض ان تتولى ادارة شؤون البلاد من 30 حزيران يونيو حتى تنظيم انتخابات في بداية 2005. وقال ان السلطة العراقية الجديدة ستتألف من رئيس ونائبين للرئيس ورئيس حكومة يقود فريقا يضم 26 وزيرا. ويفترض ان تحل الحكومة الانتقالية محل سلطة الائتلاف الموقتة التي شكلها الامريكيون بعد غزو العراق في آذار مارس 2003 واطاحة نظام الرئيس صدام حسين. وقال بوش ان سلطة الائتلاف المؤقتة ستتوقف عن الوجود في 30 حزيران يونيو ولن تحل محلها سلطة اخرى. سينتهي الاحتلال وسيتولى العراقيون تسيير شؤونهم. وكرمز لهذا الانتقال الى المرحلة الجديدة سيهدم سجن ابو غريب بعد الثلاثين من حزيران يونيو بالاتفاق مع السلطة العراقية الجديدة. وقال بوش في عهد الديكتاتور (صدام حسين) كانت السجون مثل سجن ابو غريب رموزا للموت والتعذيب. هذا السجن نفسه اصبح رمزا لسلوك مشين قام به بعض العسكريين الامريكيين الذين لطخوا شرف بلادنا وتعاملوا بازدراء مع قيمنا. واكد الرئيس الامريكي ان هدم هذا السجن سيكون رمزا مناسبا لانطلاقة العراق الجديدة. وكانت فضيحة الممارسات المهينة ضد المعتقلين العراقيين في خريف 2003 كشفت في نهاية نيسان ابريل الماضي واثارت موجة من الاستياء في العالم. وعبر بوش عن اعتذاراته مع مسؤولين اخرين في ادارته. ومن ردود الفعل الاولى على خطاب بوش، رأى جون كيري خصمه الديموقراطي في الاقتراع الرئاسي الذي سيجري في الثاني من تشرين الثاني نوفمبر المقبل ان بوش اكتفى بعرض المبادىء العامة التي سمعنا الجزء الاكبر منها من قبل. واضاف كيري في بيان ان الرئيس يجب ان يمد يده لحلفاء واشنطن من اجل كسر عزلة الولاياتالمتحدة. لكن الرئيس الدوري لمجلس الحكم الانتقالي في العراق الشيخ غازي عجيل الياور رحب بخطاب بوش، رغم أنه وصفه بأنه أقل من الطموحات. من جهة ثانية، استقبل بوش أمس في البيت الأبيض عراقيين بترت ايديهم في ظل نظام صدام حسين. وقال للصحفيين انه يتقاسم الاهداف نفسها مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك بالنسبة الى مستقبل العراق.. نتقاسم نفس الهدف وهو عراق حر ومستقر وسلمي. واكد شيراك لبوش في اتصال هاتفي ان مشروع القرار حول العراق يشكل اساسا لنقاش جيد لكنه من الضروري مواصلة النقاش حول مسؤوليات الحكومة الجديدة في مجالي النفط والامن حسب ما ذكرت الناطقة باسم الرئاسة الفرنسية في باريس كاترين كولونا.