اختتم وزراء الخارجية العرب اجتماعاتهم في القاهرة امس، باحالة وثيقة تطوير الجامعة العربية الى قمة تونس، في حين ارجئ البحث في مبادرات الاصلاح في العالم العربي، خصوصاً المشروع الاميركي المسمى ب"الشرق الاوسط الكبير" الى القمة المقبلة. وركز الاجتماع الذي ترأسه وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى على سبل تأمين موارد الجامعة. اختتم وزراء الخارحية العرب اجتماعاتهم في القاهرة امس بالموافقة على احالة وثيقة تطوير الجامعة العربية لبحثها في قمة تونس. وأكد رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى: "رفع الستار في الاجتماعات المختتمة عن مستقبل يؤمن لنا رؤية جديدة في الطريق سيتم المرور فيه بصفة نهائية في قمة تونس المقبلة". وعقدت الدورة 121 نصف السنوية لمجلس الجامعة جلستها الختامية بعدد أقل من وزراء الخارجية العرب الذين غادر معظمهم بعد الاتفاق على صيغ نهائية لمشاريع قرارات الدورة ووثيقة تطوير الجامعة، فيما اطلعوا على مبادرتين مصرية وأردنية لإصلاح العالم العربي. وبدت اجتماعات الدورة أقل خلافاً واعتراضاً مقارنة بدورات سابقة، في حين قرر المجتمعون رفع مبادرتي الاصلاح المصرية والاردنية الى قمة تونس مباشرة. وقال بن عيسى إن الاجتماعات سادها الوفاق "نفساً وروحاً وعقلاً". وأكد في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للجامعة عمرو موسى إن النقاش تركز على سبل دعم الجامعة وتأمين الموارد اللازمة ليتمكن الأمين العام من تأدية أعماله كاملة والاستجابة لتكليفات قرارات الوزراء والقمة. واضاف بن عيسى: "خرجنا بتصور عملي تضمنته وثيقة سترفع الى القمة ولن تذاع إلا بعدما يصادق عليها القادة". وعما اذا كان هذا التعتيم في مقابل صفقة مع واشنطن للتغاضي عن مشروع "الشرق الاوسط الكبير"، قال بن عيسى: "نتحدث عن الوثيقة التي اعتمدناها للعمل العربي المشترك وعن الأفكار والخطط المتعلقة بالشرق الاوسط ولم يصدر قرار من الوزراء على ان تحال الى الاجتماع التحضيري الذي سيسبق القمة". كما نفى أن "تكون وثيقة جنيف طرحت او نوقشت". وأكد أن "الارادة القوية والتناول الميداني المخلص لقضايانا ومشاكلنا ومشاريعنا يكمنان في التعاون العربي". وقال: "خرجنا بالروح الايجابية التي بدأنا بها وهذا ضمناه في وثيقة العهد التي سترفع الى القمة". وأكد موسى أن هناك "التزامات مهمة" لدعم السلطة الفلسطينية "خصوصاً في ظل هذه الظروف، كما سيكون هناك دفعة كبيرة من أجل تسديد هذه الأموال". وقال إن "المجلس ناقش المسألة العراقية وصدر قرار وهناك تفاعل بين الجامعة والدول وبين ما يجري في العراق". واضاف ان "المجلس شارك بصفة رسمية في الاجتماع والأمور الآن متداخلة وهناك منعطفات خطيرة ومن الضروري وجود العراق في الجامعة ووسط إخوانه لأنه هو الذي يضعنا في الصورة، كما ان حضور قادته أصبح ضرورياً في مسألة خطرة". وعلمت "الحياة" أن اجتماع الدورة أنجز مشروع جدول اعمال قمة تونس والذي يخضع لمراجعة اخيرة في الاجتماع الوزاري عشية القمة. أما في خصوص تدبير موارد للصندوق العربي للمعونة الافريقية، فأبدى كل من الاردن والامارات والبحرين والسعودية والعراق والكويت وقطر وعمان والمغرب تحفظات عن دفع مساهمات في موازنة الصندوق 5 ملايين دولار.