سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دعوات سنية - شيعية الى تفادي "الاستفزازات"... وزيباري يثير مع مبارك مساعدة مصر للعراق في مكافحة الارهاب . الحكيم والنجفي يحملان الاحتلال مسؤولية "المجازر"
أجمعت ردود فعل القيادات الشيعية والسنية في العراق على التنديد بمجزرتي كربلاء والكاظمية في بغداد، وحملّت قوات الاحتلال المسؤولية، وسط دعوات الى التزام الهدوء والحذر "لتفويت الفرصة" على "الجهات المشبوهة" التي خططت "لفتنة طائفية". واتهمت تلك القيادات "متطرفين اسلاميين" بالسعي الى تأجيج الفتنة. دان المرجع الشيعي آية الله محمد سعيد الطباطبائي الحكيم مجزرتي كربلاء وبغداد، واعتبر ان "قوات الاحتلال تتحمل مسؤولية هذه الجرائم". واستنكر في بيان "الاعتداءات الوحشية في كربلاء والكاظمية ومدينة كويتا الباكستانية"، لمناسبة ذكرى عاشوراء، محمّلاً "قوات الاحتلال في العراق مسؤولية الجرائم نتيجة التقصير والتهاون في منعها وعدم الجدية في معالجة هذه المشكلة الخطيرة". ودعا آية الله الحكيم "جميع المسلمين ممن لا يرتضون هذه الجرائم في أنحاء العالم إلى إعلان ادانتهم لها، واستنكار الأيدي الأثيمة التي تلطخت بها، والجهات المشبوهة التي خططت لها، ودفعت اليها، والضغط من أجل وقفها". وحمّل آية الله بشير النجفي، وهو أحد المراجع الأربعة للشيعة في العراق، في بيان "قوات الاحتلال" المسؤولية عن "الفراغ الامني" في البلد وفي محيط الاماكن الدينية لأنها "تركت الحدود مفتوحة امام كل من يرغب في التسلل الى العراق". وكان عضو مجلس الحكم الانتقالي "رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" عبدالعزيز الحكيم دعا العراقيين الى "ضبط النفس وعدم الوقوع في فخ الاستفزازات"، مؤكداً ضرورة "الوقوف موقفاً موحداً متماسكاً لمواجهة مثل هذه الجرائم البشعة". وقال: "ان السياسات الخاطئة لقوات الاحتلال في كيفية التعامل مع الملف الامني تتحمل المسؤولية الاولى عن هذه المجازر التي يتعرض لها أبناء شعبنا". وقال محمد بحر العلوم الرئيس الدوري لمجلس الحكم: "كشف الارهابيون حقيقتهم الدموية الإجرامية على نحو لم يسبق له مثيل، لكن إصرار المجرمين على هذا المخطط العدواني لن يزيدنا إلا إصراراً وعزيمة على التلاحم والتضامن والوحدة" أرضاً وشعباً". ولام بعض أعضاء مجلس الحكم في التفجيرات "ابا مصعب الزرقاوي" الذي تشتبه واشنطن في "انه يعمل لحساب تنظيم "القاعدة" ويحاول إذكاء فتنة طائفية في البلد، وانه المسؤول عن سلسلة من الهجمات في العراق". وقال موفق الربيعي عضو المجلس: "لن ينجح الزرقاوي في تحقيق هدفه اشعال حرب اهلية وصراع طائفي، بل فشل وعصبته، وفشلت خططهم الشريرة". ووصفت "مؤسسة الامام الخوئي الخيرية" في لندن منفذي التفجيرات في كربلاء وبغداد بأنهم "مرتزقة متطرفون استغلتهم قوى معادية للقيم الاسلامية، مدفوعة بنزعات التطرف النابعة من الحقد والكراهية وتكفير المسلمين الشيعة". في غضون ذلك، نددت القيادات السنية بمجزرتي بغداد وكربلاء، وقامت بمبادرات لاقت إستحسان المرجعيات الشيعية، مثل ارسال وفود للتعزية وإقامة مآتم التأبين ومجالس فاتحة. وشدد محسن عبدالحميد، رئيس الحزب الإسلامي العراقي عضو المجلس الانتقالي، على "أهمية النظر إلى ما حدث من زاوية كونه نزوعاً غير طبيعي إلى الجريمة، والى أن السبب المباشر أولاً وأخيراً هو الاحتلال الذي أغمض عينيه عن كل الحقائق المنطقية وانشغل في كيفية تكريس وجوده". وأكد الشيخ شلال عجمي، شيخ آل بوحسان الحسنية، في محافظة الأنبار ذات الغالبية السنية، أن "ما جرى أدمى قلوب الجميع"، مشيراً إلى أنه يعكس الروح الإجرامية المتأصلة في داخل نفوس زمرة لا تمثل إلا نفسها. فالسنة براء منهم، لأن السنة أخوة للشيعة، والتاريخ يضم أمثلة لا حصر لها توضح حجم العلاقة الودية الراسخة بين الطائفتين". وفي الفلوجة تدفق الآلاف مساء الثلثاء الى المستشفى للتبرع بالدم لجرحى كربلاء والكاظمية. واكد الشيخ عبدالقادر الالوسي، الناطق باسم الامانة العليا للافتاء والتدريس والبحوث والتصوف في الفلوجة ان منفذي التفجيرات "لا يمكن ان يحسبوا على المسلمين، وان كانوا منهم لأن الله حرّم دم المسلم على المسلم". ورجح ان تكون العملية "نفذت بأيدٍ خارجية". واعتبرت "الحركة الاسلامية في كردستان العراق" ان "العمليات والخطط الجهنمية التي رسمت منذ مؤتمر لندن للمعارضة، ما هي إلا خطة جهنمية لإشعال نار الفتنة الطائفية في العراق"، فيما استنكرت الأحزاب الكردية والتركمانية في بيانات أحداث كربلاء والكاظمية التي اثارت سخطاً لدى السنة والشيعة في المدينتين. الى ذلك، اتهم وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري "المتشددين الاسلاميين" بالضلوع باعتداءات كربلاء وبغداد، وناشد مصر المساعدة في مكافحة الارهاب. وقال زيباري رداً على سؤال عمن يقف وراء الهجمات الدموية: "بحسب المعلومات المتوافرة لدينا، الجهة الاساسية التي تقف وراء تشجيع الفتنة الطائفية هي المنظمات المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة الارهابي، والتنظيمات التكفيرية والفكر التكفيري الذي يغذي الارهاب". واوضح انه عرض مع الرئيس المصري حسني مبارك الذي استقبله أمس "وسائل التعاون في العديد من المجالات الاقتصادية والتجارية والامنية"، مشيراً خصوصاً الى "تدريب قوات الشرطة ومساعدة العراق في وسائل مكافحة الارهاب". واتهم "الاتحاد الوطني الكردستاني" بزعامة جلال طالباني في بيان "تنظيم القاعدة وفروعه جماعة أنصار الاسلام وأنصار السنة" بالاعتداءات في كربلاء وبغداد. وناشد الأمين العام لحركة "الوفاق الوطني العراقي" اياد علاوي في بيان تلقته "الحياة" العراقيين "الحذر من المندسين الذين يسعون الى فتنة"، وشدد على ان "العمليات الارهابية لن تثني شعبنا وقواه الوطنية عن القضاء على تلك الفلول الاجرامية التي تحاول عرقلة الأمن والاستقرار".