يعقد في برلين اليوم، "مؤتمر افغانستان الثالث". ووصل الرئيس الأفغاني حميد كارزاي الى العاصمة الألمانية وعقد اجتماعاً مع المستشار غيرهارد شرودر ووزير خارجيته يوشكا فيشر. ووسط تدابير امنية هي الأكبر منذ زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش قبل ثلاث سنوات، بدأ 40 وفداً من اربعين دولة ممثلة بوزراء خارجيتها في مقدمهم الأميركي كولن باول، اضافة الى الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، في الوصول الى العاصمة الألمانية. ويقوم اكثر من 2000 رجل امن وشرطة في فرض طوق امني شديد للغاية حول فندق "انتركونتيننتال" مقر المؤتمر الذي سيعقد لمدة يومين ويفتتحه شرودر. وأعلن مسؤولون ان السلطات الألمانية تضع في حسابها امكان وقوع اعتداء ارهابي خلال المؤتمر. وشارك كارزاي امس، في افتتاح مؤتمر للمانحين دعا إليه اتحاد الصناعة الألمانية والبنك الدولي في برلين وشارك فيه نحو 200 ممثل للاقتصاد من 20 دولة، بهدف البحث في كيفية تنظيم مساعدات الإعمار المقدمة الى افغانستان. وأكد الرئيس الأفغاني في كلمته التزام بلاده نهج الاقتصاد الحر المنصوص عليه في الدستور، داعياً المستثمرين الى الاستثمار في بلاده. وأعلنت وزيرة التعاون الاقتصادي والإنماء الألمانية هايديماري فيتشوريك تسويل عشية المؤتمر انها تتوقع ان يقر المؤتمرون جمع تسعة بلايين دولار 4،7 بلايين يورو لإعادة اعمار افغانستان خلال السنوات الثلاث المقبلة، مشيرة الى انها تعتقد ان هذا الرقم واقعي. وذكرت ان بلادها خصصت من جديد مبلغ 320 مليون دولار للسنوات الأربع المقبلة. وأعلنت واشنطن انها قررت رفع مساعداتها المالية لأفغانستان هذا العام من 2،1 الى 2،2 بليون دولار. وأكد المستشار الألماني ان بلاده ستواصل تقديم مختلف اشكال الدعم والمساعدة الى افغانستان. وقال إثر اجتماع عقده مع كارزاي في مقر المستشارية بعد ظهر امس، انه اوضح لضيفه نية ألمانيا والمجتمع الدولي في ايجاد الحلول للمشكلات والمصاعب التي تواجه بلاده. واعتبر شرودر ان "مؤتمر افغانستان الثالث" يمثل رمزاً لرغبة ألمانيا الراسخة مع المجتمع الدولي في مواصلة دعم افغانستان، وأثنى شرودر على جلد وصبر كارزاي وتحقيقه نجاحات مهمة مؤكداً ان الانتخابات التي ستجرى في الخريف ستكون ناجحة. وشدد كارزاي بدوره على الالتزام بموعد الانتخابات لإرساء السلام والديموقراطية والأمن في البلاد، مشيراً الى وجود خطة في هذا الصدد سيطرحها للبحث في مؤتمر برلين.