فيما تسعى سورية لدى استراليا الى "تحسين صورتها" في الغرب، تعمل كانبيرا كي تكون "جسراً" بين دمشقوواشنطن، كما فعلت بين الولاياتالمتحدة وليبيا. واستقبل امس وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر القائم بأعمال السفارة السورية في كانبيرا تمام سليمان الذي كان يشغل منصب مدير مكتب وزير الخارجية فاروق الشرع. وقالت مصادر استرالية ان داونر تحدث في اللقاء الذي استمر نصف ساعة عن "ثلاثة أشياء" يمكن ان تحسن صورة سورية هي: "التعاون في مكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل، وتبني دور أكثر فاعلية في الحرب العالمية على الإرهاب، وتعزيز الأمن على حدودها مع العراق"، بعدما اعرب عن أمله في ان "تحذو سورية حذو ليبيا في العودة الى المجتمع الدولي بعد تخليها عن اسلحة الدمار الشامل"، مذكراً بدور بلاده في اعادة طرابلس الى الساحة الدولية. ونقلت المصادر عن تمام ان سورية ترغب في زيادة تعاملها "مع استراليا والمجتمع الدولي"، علماً انها تعتقد بأن المبادرة الليبية يجب ان تركز الضغط على اسرائيل باعتبارها تملك اسلحة نووية، مشيراً الى المبادرة السورية الداعية الى جعل الشرق الاوسط منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل. ويأتي لقاء تمام مع الوزير الاسترالي بعد اتخاذ سورية خطوات لفتح سفارة لها في كانبيرا وقيام وزير التجارة الاسترالي مارك فيلي ووفد من البرلمانيين الاستراليين برئاسة ساندي ماكدونالد بزيارة دمشق. وقال ماكدونالد بعد عودته الى استراليا ان المسؤولين السوريين ابلغوه رغبتهم في ان تلعب كانبيرا دوراً مع حلفائها الاميركيين ل"تحسين صورتها من دولة داعمة للارهاب الى دولة تحارب الارهاب"، وان السوريين كانوا "راغبين في اقامة علاقة مع الغرب ويرون ان استراليا لديها تأثير في واشنطن". وقالت صحيفة "ذي استراليان" ان "علاقات استراليا الوطيدة مع الولاياتالمتحدة ووضعها الأكثر قبولاً في الشرق الاوسط دفعا الشرع ورئيس مجلس الشعب محمود الابرش الى الطلب من كانبيرا مساعدة سورية في تجنب العقوبات الاميركية". وبعد افتتاح سورية سفارة جديدة في كانبيرا، يتوقع ان تعيد استراليا فتح سفارتها في دمشق بعد اغلاقها منذ العام 1999 لاسباب متعددة احدها خفض موازنة الخارجية الاسترالية.