جاءت تحذيرات العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة من اللجوء الى اعمال العنف والتخريب، تأكيداً على حرص المملكة على إخراج الجولة الثالثة من بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا واحد في ابهى صورها، وهي المقرر اجراؤها هناك بدءاً من يوم الجمعة المقبل وحتى الرابع من نيسان ابريل المقبل... فهو أكد أنه "لن يكون هناك تهاون حيال اي تجاوز". والأكيد ان "تأكيد" الملك حمد بن عيسى آل خليفة ان "اللجوء الى التخريب والشغب والعنف مرحلة تجاوزناها بالانفتاح والحوار المتصل مع كل اطراف الاسرة البحرينية" وان "مثل هذه التصرفات المسيئة لا تضر بتنمية البلاد وسمعتها فحسب، وانما هي موجهة ايضاً ضد كل القوى الوطنية المناضلة في سبيل التطور الديموقراطي السلمي"، وان "مساندة قوى الامن ودعمها لأداء مهامها القانونية كاملة لحماية كل مواطن ومقيم بلا تردد"... أمر يصب في تبديد المخاوف الأمنية التي تردد الحديث عنها في الآونة الأخيرة، بل إنه طمئن الكثيرين من الذين ترددوا في التوجه الى البحرين لمتابعة هذا الحدث العالمي الكبير، ودفع بهم على الفور الى تأكيد حجوزاتهم بعدما اطمئنوا الى الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها المملكة في هذا الشأن. وفي المناسبة أصدرت مؤسسة نقد البحرين عملة معدنية فئة 100 فلس غير متداولة وميدالية فضية تخليداً لذكرى انطلاق سباق فورمولا واحد في البحرين. ونقشت على أحد وجهي العملة المعدنية عبارة "سباق البحرين الأول للجائزة الكبرى 2004"، فضلاً عن شعار حلبة البحرين الدولية وعبارة مملكة البحرين، وعلى الوجه الآخر قيمة العملة. اما الميدالية التذكارية، فتحمل عبارة مملكة البحرين وشعار المملكة ويظهر في الخلف العلم الذي يلوح به عادة حينما يجتاز الفائزون خط النهاية في السباق، وعلى الوجه الآخر تظهر صورة برج الصخير لكبار الشخصيات القائم في الحلبة إلى جانب تاريخ السباق... مع إطار دائري مطلي بالذهب، ويمكن الحصول على هذه الميداليات من إدارة إصدار النقد في المؤسسة بسعر 25 ديناراً. وبدأت الفرق المشاركة في الوصول الى البحرين، بل ان بعضها أخذ في اعداد السيارات تمهيداً لإجراء التجارب الحرة يوم الجمعة المقبل على حلبة البحرين الدولية في منطقة الصخير القريبة من العاصمة المنامة... كما واصل السائقون تدريباتهم البدنية ونظامهم الغذائي القاسي استعداداً لهذه الجولة. والواقع ان هؤلاء السائقون يستنزفون طاقة هائلة تتسبب في خسارة نحو 4 كلغ من وزنهم أثناء كل السباق، ولذا فهم يواظبون على التدريبات البدنية لفترة لا تقل عن ساعتين يومياً. وتتركز التمارين على الجزء العلوي من الجسم، بخاصة الرقبة كونها تتحمل ضغطاً هائلاً يبلغ حوالى 25 كلغ عند الانعطاف واستخدام المكابح. ويحظى كل سائق بمدرب خاص يرشده الى التمارين التي يجب القيام بها، إذ يحرص على عدم زيادة حجم العضلات في شكل مفرط لأنها ستزيد من وزن السائق، الامر الذي يرفع من وزن السيارة ككل ويجعل سرعتها بطيئة في نهاية المطاف. ومن أكثر التمارين أهمية تلك التي تعمل على تقوية القلب كالركض وقيادة الدراجة الهوائية وغيرها. والهدف من هذا بسيط جداً ويتمثل في خفض عدد دقات القلب الى اقل حد ممكن عند قيادة السيارة، ما يخفف الاجهاد الذي يعتري السائق ويسمح له بالتركيز اكثر على عملية القيادة وارتكاب اخطاء اقل عند حدود التماسك القصوى للسيارة. ويخضع السائقون لنظام غذائي صارم يحضره لهم أخصائيون في التغذية، وهو يهدف الى توفير القوة والطاقة التي يحتاج اليها السائق مع المحافظة على وزنه. وتشمل لائحة الممنوعات اللحم الاحمر والسكر والكحول والوجبات السريعة وكل الاطعمة التي تحتوي على دهون، ويكون التركيز على الفاكهة والخضار والمعكرونة والخبز واللبن. ويكثر السائقون من تناول النشويات قبل السباق لما توفره من سعرات حرارية عالية، إضافة الى شرب كميات كبيرة من الماء تعويضاً لما سيتبخر منهم خلال السباق. وستتطلب جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج، جهداً إضافياً من السائقين لارتفاع درجة الحرارة، لذلك يتم خلط مزيج من مواد معينة مع مياه الشرب في السيارة. ويعمل السائقون على الحضور الى الدول التي تتسم بمثل هذا المناخ قبل أيام أكثر مما هو معتاد ليتأقلموا مع الحرارة المرتفعة. وتطبيقاً لمقولة الجسم السليم في العقل السليم، تعد اللياقة البدنية أمراً مهماً جداً لسائقي فورمولا واحد... لأن هذه الرياضة ترتكز اولاً واخيراً على عقل سليم قادر على أن يتحمل الضغوط النفسية والفكرية الهائلة الكامنة في أصعب رياضات السيارات على الاطلاق... وفقدان التركيز يعني فقدان البطولة. وينتظر ان يكون الضغط النفسي في جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج أكبر من العادة، كونها المرة الاولى التي يقام فيها السباق في منطقة الشرق الاوسط على حلبة جديدة وسط الصحراء، ما يزيد من الوجود الاعلامي في شكل لا مثيل له. كما أن جميع السائقين يريدون أن يكونوا أول من يربح هذا السباق، أو على الاقل أول من يصعد الى منصة التتويج. وعلى هامش سباق الجائزة الكبرى، ستنظم حلبة البحرين الدولية بطولة مساندة في اليوم ذاته ممثلة في سباق سيارات الجائزة الكبرى التاريخية "تي جي بي"... وهي بطولة تنظم منذ عام 1994، ويتنافس المشاركون في هذا السباق على متن سيارات فورمولا واحد التي ظهرت بين عامي 1966 و1985. وتعتبر بطولة السيارات التاريخية من المنافسات التي شهدت نمواً كبيراً في الأعوام الأخيرة، لأنها تنقل أوقات شهيرة من الماضي الى الحاضر الذي يشهد اتساعاً كبيراً في رقعة محبي هذه الرياضة، خصوصاً في الوطن العربي.