هل تنعكس المتغيرات الاجتماعية والثقافية على الفنون التشكيلية، وما مدى تأثيرها في الفن التشكيلي السعودي؟ وهل ثمة مدارس فنية تشكيلية سعودية حقيقية؟ هذه الأسئلة وسواها كانت مثار ندوة فنية عقدت في قاعة شدا للفنون التشكيلية في الرياض تحت عنوان: "تغير المفاهيم الجمالية للفن التشكيلي في نهاية القرن العشرين". وشهدت سجالاً نقدياً حول بدايات الفن السعودي وتأثره بالمدارس الغربية والعربية. في البداية تحدثت التشكيلية أمل مصطفى عن أثر المتغيرات الجمالية لفنون ما بعد الحداثة كمعادل تشكيلي للمتغيرات الاجتماعية والثقافية، وبينت أن الحداثة بدأت مع الفن الحديث عام 1860. ثم تناولت مفهوم ما بعد الحداثة وعوامل نشأته. وأوضحت الفنانة مها السنان أن بداية الحركة التشكيلية السعودية كانت متأخرة مقارنة بالدول العربية. فهي بدأت في الخمسينات من القرن الماضي، مستلهمة التراث. ومن الفنانين السعوديين من درس في الخارج وتعلم الأساليب الحديثة مع المحافظة على الموروث. ومن أبرز المدارس التشكيلية السعودية كما أشارت السنان: المدرسة "الآفاقية" التي شكلها الفنان الراحل محمد السليم ويمثلها اليوم الفنانون: محمد المنيف، وسمير الدهام، وشادية عالم. وتضم "الحركة الدائرية" كلاً من: عبدالحليم رضوي، وصفية بنت زقر... واستعرضت التشكيلية منى ندا تغير مفاهيم النقد في نهاية القرن العشرين وأكدت أن لكل حركة سمات وخصائص كل واحدة بحسب الثقافة الاجتماعية، وتحديداً مزاجية الناقد. ورأت الفنانة التشكيلية هدى العمر أن الفنون المعاصرة تتضمن مضموناً فكرياً وتقنياً يتطور بخطى سريعة بحسب الظروف الاقتصادية المتقلّبة يوماً تلو آخر.