أوضحت التشكيلية السعودية علا حجازي أنها لا تستطيع التحرر من القيود المدرسية، «إن لم أقرأ عنها، أو أمارسها»، مشيرة إلى أن كل بدايات الفنون التشكيلية «مهمة ثقافياً وتاريخياً، زيارة المتاحف (المتحف البريطاني، موما، مودرن إسطنبول، جورج بامبيدو، اللوفر، التيت مودرن). غاليريات المدن المسافرة، باريس، ألمانيا، أميركا، بريطانيا...، الفنانون المعاصرون (دميان هرست، جوزف بو، جف كون وغيرهم). كل ما أشاهده من اختلافات في الخامات والعروض، والأفكار، أكسبني الثقة والوعي والدقة في ما أنجزه». وقالت علا حجازي ل«الحياة» رداً على سؤال عن إلى أي حد تمثل هذه الخامات عوناً لها على التعبير واقتراح ممكنات لونية وجمالية تميزك عن سواك؟: «الألوان متعددة، أكرليك، زيتي، باستيل، أقلام. موجودة بوفرة في كل المكتبات، ماركات متنوعة منها (اللوفر، ديلر أند روني، أمستردام، ونسر أند نيوتن...). أختار الألوان الأصلية، القوية في استخداماتها، ولا تبهت سريعاً، وأبتعد عن التجارية. أخلط ألواناً عدة ببعضها البعض، وأصنع (بليتتي) الخاصة. مهم حين أرسم أن تكون لي ألوان تشبه روحي». وسألتها «الحياة» كفنانة ومثقفة كيف ترين الحركة التشكيلية في السعودية الآن؟ هل وصلت التشكيلية السعودية إلى المكانة التي تليق بها؟ فأجابت قائلة: «منذ بدايات الفن السعودي، وهو يشارك في المعارض العالمية، فمثلاً بعض رواد الفن السعودي عبدالحليم رضوي، محمد السليم، منيرة الموصلي، صفية بن زقر...إلخ. تحرروا من القيود التشكيلية، مع احتفاظهم بهويتهم السعودية. ولم يتوقف التشكيل السعودي عند الأمس، بل تطور حتى أصبح ينافس العالم الخارجي في البيناليات والمزادات». وفي ما يخص ما يحدث أحياناً بين التشكيليين السعوديين من خلافات في إطار الجمعية؟ قالت: «على ما أعتقد أن الخلافات في وجهات النظر، وعند العمل فهم متكاتفون قلباً لإنجاز ما يليق بالوطن». وبشأن تعليقها على تحرك الفنانة السعودية في حقل ألغام المنع والتحريم في غالب الأحيان، وكيف تتغلب على ذلك المنظور الاجتماعي السائد؟ أفادت حجازي: «مواضيعي إنسانية، لذلك لم أمرّ صوب هذا الحقل الملغّم، كنت بعيدة عنه. فمعظم ما أرسمه هو أقرب للحكايات الملونة». وسألتها «الحياة» كيف تقارب تشكيلياً مواضيعها وهل تختارها أم هي تمارس ضغطاً عليها حتى تنجزها؟ أوضحت قائلة: «ليست لي طريقة محددة في اختيار مواضيعي، توجد أفكار، ألتقطها من خلال السفر، أو ربما من كتاب قرأته، أو من زياراتي للمعارض، ومتابعاتي لما يستجد تشكيلياً عبر الإنترنت. كل هذه العوامل وأكثر، تُحدث لي ما يُسمّى بالإلهام». وفي ما يخص اللحظة الراهنة وما تفرضه على الرسام أن يكون أكثر من رسام، أي أن يتعاطى مع قضايا المجتمع كما لو كان ناشطاً، وكيف ترى هذا الأمر؟ قالت: «ارتباط الفن بالوسائل الاجتماعية (تويتر، فيسبوك، إنستغرام، سناب شات)، يحدث لديه معرفة بما يدور حوله، لذا تلقائياً الفنان يشارك في معظم قضايا الاجتماعية، ويتفاعل معها من خلال نشر صور لأعماله». وعن السجال حول الفن المفاهيمي أو فنون ما بعد الحداثة، وكيف ترى هذا السجال، وهل ترى عمقاً في هذه التجارب «المفاهيمية»؟ ردت قائلة: «يعود الفن المفاهيمي إلى الستينات من القرن العشرين، ويتضمن استخدام وسائط للتعبير عن فكرة ما، متحرراً من اللوحة، فمشاهدة مثل هذا النوع من الفن، تفتّح الآفاق، تثير الجدل والاندهاش في تحويل الواقع إلى عمل غير متوقع، من لم يطلع على (المفاهيمية)، ويدرسها بعناية، قد ينجرف في تقليدها، فيصبح عمله مشوشراً لا يخلو من السطحية». وأوضحت علا حجازي أنها تقابل باستغراب وبابتسامة ما يتردد عن بيع لوحات وأعمال لبعض الفنانين السعوديين بأرقام خيالية، وبخاصة في المزادات العالمية.