اغتيال الشيخ أحمد ياسين رحمه الله بهذه الوحشية والإجرامية المعتادة، ترك في النفس حزناً بالغاً وألماً قاسياً، الا ان هذا الاغتيال الهمجي يجب ان يكون نقطة فاصلة في تاريخ الصراع العربي - الاسرائىلي، نقطة نور، نور ساطع لا بد وأن يزيل الغشاوة التي تعمي عيون الأوروبيين، وكل الشرفاء في العالم الغربي، حتى يدركوا ان اسرائىل هي العدو الأول للإنسانية، وأن شارون هو الارهابي الأول في هذا العالم، وأن خلاص العالم لن يتأتى الا بالخلاص منه. وأن أي حديث عن السلام في ظل وجود شخص دموي مثل شارون لن يصح مطلقاً. فهذا الكائن المغرم برائحة الدم، لا يعرف لغة اخرى سوى لغة الدمار والخراب والموت للشعب الفلسطيني، ولشعبه ايضاً. ونقطة نور للحكام العرب الذين تسابقوا في الهرولة، وارتضوا سلاماً مزيفاً مع دولة لا تعرف الا لغة الموت والدماء. ونقطة نور لكل المثقفين العرب الذين يصورون العمليات الاستشهادية بأنها انتحارية تقتل المدنيين. أي حديث عن حقوق المدنيين الاسرائىليين، وهم الذين اختاروا بأنفسهم مجرم حرب مثل شارون ليكون هو رئيس وزرائهم؟ ونقطة نور للشعوب العربية لتدرك ان قتل الشيخ ياسين هو استهداف لكل مواطن عربي، وان الوقت حان لنفيق من كل هذه السلبية التي تحتل عقولنا وأجسادنا. حتماً، سيكون اغتيال الشيخ ياسين خبراً مفرحاً لشارون، الا انه حتماً لن يسعد طويلاً. في النهاية، دوماً، لا ينتصر الا الحق. الحق الذي يملكه الفلسطينيون وحدهم، وليس سواهم. المنصورة مصر - محمد هشام عبيه [email protected]