ماذا بعد ان اغتيل الشيخ المناضل احمد ياسين؟ ماذا بعد ان تجاوزت اسرائيل كشف القناع الى الصفاقة والوقاحة في الاعلان عن القصد والتبجح بان اغتيال الرموز هو حقها ومفخرة لها؟ ماذا بعد ان يظهر شارون بوجهه القبيح مزدريا كل الاعراف الدولية وكل القيم الانسانية ليعلن انه وراء هذه الجريمة النكراء؟ هاهم في آخر اجتماع لمؤسستهم السياسية يتوعدون ويعلنون بكل صلافة انهم سائرون في مسلسل التصفيات والاغتيالات، كيف لا, فلا رادع ولا مانع، ولا مواجهة؟ بل تفهم لحق اسرائيل في مص الدماء وسلب الاراضي وحجب الشمس وخطف الارواح. يظنون انهم بقتل الشيخ المناضل احمد ياسين وغيره يقضون على روح المقاومة، لقد زرعت المقاومة أجنة في رحم الارض الفلسطينية لاتنقطع تفاجئهم وتفجعهم باذن الله. اليست اسرائيل في ذعر دائم. ستبقى هكذا بعون الله مادام في الارض حجر ومادام في البحر ماء، مادام في الحقل شجر مادام في الروح نفس يتردد، مادام في القلب ايمان ويقين ان قتلانا الى الشهادة والجنة وقتلاهم الى النار وبئس القرار. اهكذا ارعبهم الشيخ المناضل احمد ياسين وهم المؤسسة العسكرية القوية، ودعاة الانسانية والتمسكن امام العالم؟ صارت ساحة الوغي عندهم الشوارع الامنة وصار مطلوبوهم نساء واطفالا وشيوخا مقعدين وصارت ساعة الصفر بعد صلاة الفجر, لقد خابت قياساتهم وخانتهم حساباتهم فالشيخ وتوقيت اغتياله سيكون الفتيل الذي سيوقد لا في ارض فلسطين وحدها بل في كل ارض حرة فكل عربي وكل مسلم نما في داخله الشيخ المناضل احمد ياسين, فهم لم يقضوا عليه بل اعطوه شهادة ولادة جديدة متعددة, هو اليوم رمز ورمز حي فالشيخ بشر كان سيموت يوما ما وهو بنضاله جزء مشرق في تاريخ النضال والمقاومة الفلسطينية ولو كان موته على سريره لبكاه الاحرار لكن اغتياله المدبر سيفجر تداعيات نارية ستشتعل في كل مكان، فقد سقطت كل الرهانات على دعوى خيار السلام مع طرف همجي وحشي لايعرف الا لغة الدم، ولا يؤمن الا بسحق كل العرب في فلسطين وخارجها، انه يحتقر زعاماتنا، ويترصد رموزنا، ولا يأبه لردود افعالنا فهو مطمئن لتخاذلنا وضعفنا وتفرقنا وتشرذمنا، ألسنا منشغلين بخلافاتنا؟ الم يعمل على تخريب مجتمعاتنا ودفعها الى قضايا داخلية وخارجية تستهلكها وتبعدها عن القضية الاولى فلسطين الا يعلمون انه لا استقرار ولا امان في اي مكان مالم تحل قضية فلسطين؟. ان اسرائيل ذاتها لاتريد حلا لقضية فلسطين وهذه الحكومة برئاسة شارون ليس في مخططها انهاء الاحتلال، فهو لايلتزم بعهد ولا مواثيق بدءا من اتفاقيات السلام مرورا بأوسلو وانتهاء بخارطة الطريق التي رسمها الحليف الاعمى (الولاياتالمتحدة). كل المفاوضات وكل الاتفاقات لا قيمة لها عند شارون، هو يعرف تماما لغة التخاطب الملائمة لظرف الرئيس الامريكي اليوم فالانتخابات القادمة تفرض على الرئيس الامريكي لغة واحدة لتسويق صورته الا وهي دعم اسرائيل فكل الشعارات قد تجد من يقبلها ومن يرفضها حتى خطر الارهاب ممكن قراءته برؤى مختلفة في اوساط القرار الامريكي الا نقطة الضعف الحساسة التي تفت كل عضد، انها امن اسرائيل هي الرهان الاعظم، هي الورقة الرابحة لاي مرشح فالرئاسة الامريكية لا تنظر الى جرائم شارون ولا تنظر الى تجاوز مقترحاتها وافكارها ولا ترى في ذلك اهانة او خرقا فالنظر كله الى مايؤثر على سير الانتخابات ويوجه دفتها. ان اغتيال الشيخ المناضل احمد ياسين لن يدع بابا للمساومات مفتوحا. ان اغتيال الشيخ المناضل احمد ياسين سيقضي على كل وهم حول القضاء على الشعب الفلسطيني سياسيا، فالفجيعة نجحت في توحيد الفصائل الفلسطينية فيما لم ينجح فيه المنظرون والمؤتمرون والمتآمرون. ان اغتيال الشيخ المناضل احمد ياسين هو الهزة التي ستعيد الوعي للعقل العربي انها الجملة المنطوقة المفهومة في لغتنا، يحسن قراءتها السياسي والعسكري والمدني, الصغير والكبير (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون)..