بعد انتهاء ايام العزاء الثلاثة بالشيخ احمد ياسين، زعيم "حركة المقاومة الاسلامية" حماس الذي اغتاله الجيش الاسرائيلي الاثنين الماضي، خيمت أجواء من التوتر والترقب في اسرائيل بانتظار الرد الذي ستعتمده "حماس" انتقاماً للشيخ الشهيد. وفيما رفعت الدولة العبرية حال التأهب الى درجة غير مسبوقة، مؤكدة انها تأخذ على محمل الجد التهديد باستهداف رئيس الحكومة ارييل شارون وكبار المسؤولين، اعلن ثلاثة من كبار الحاخامات اليهود ان اجهزة الامن شددت الحراسة عليهم بعد تلقي انذارات ساخنة بقرب استهدافهم. راجع ص 4 و5 يتزامن ذلك مع عودة قيادة "حماس" الى العمل السري، في مؤشر الى بدء استعداد الحركة للرد. في الوقت نفسه، اصدرت 70 شخصية فلسطينية تضم الوزير عزام الاحمد والنائب حنان عشراوي ومسؤول "فتح" عباس زكي ومسؤول ملف القدس سري نسيبة، بياناً يندد بشدة باغتيال الشيخ ياسين، لكنه يحض على الرد على عملية الاغتيال ب"انتفاضة جماهيرية سلمية". ويدعو البيان الذي نشر في صحيفة "الايام" الفلسطينية الى "اخذ زمام المبادرة من ايدي عصابة الاحتلال الإجرامية وكظم الغيظ والنهوض مجدداً في انتفاضة جماهيرية سلمية واسعة النطاق، واضحة الاهداف، وسليمة الخطاب... تفوت على شارون فرصة تتويج عدوانه على شعبنا ومقدساته واستمراره في وضع لمساته الأخيرة على مخططه الامني". وما زالت قضية اغتيال ياسين تتفاعل على المسرح الدولي، اذ كان مقرراً ان يصوت مجلس الامن ليل الخميس - الجمعة على مشروع قرار يدين الاغتيال، وسط توقعات بأن تستخدم اميركا حق النقض الفيتو لمنع تمرير القرار، اذ يصر الوفد الاميركي على ان يتضمن اي نص ادانة ل"حماس" بوصفها منظمة "ارهابية". وفي السياق نفسه، اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اسرائيل ب"الارهاب" بسبب اغتيال ياسين، معتبراً انه لم يعد لتركيا "اي شيء يمكن التوسط في شأنه... هذه الواقعة أحدثت جرحاً خطيراً في سلام الشرق الاوسط. لم يتبق شيء يشبه خريطة طريق". سياسياً، تواصل اسرائيل محاولة الربط بين عمق الانسحاب من الاراضي الفلسطينية وبين الثمن الذي تنوي اميركا دفعه. وفي هذا الصدد، طرح موفدا شارون الى واشنطن على مستشارة الامن القومي للرئاسة الاميركية غوندوليزا رايس الانسحاب التام من قطاع غزة ومن ست مستوطنات صغيرة ونائية في الضفة في مقابل اعتراف اميركي بضم التجمعات الاستيطانية الكبيرة في الضفة داخل الجدار الفاصل، ورفض حق عودة اللاجئين، وعدم الضغط عليها من اجل اجراء مفاوضات سياسية مع الفلسطينيين، علماً ان مصادر سياسية اسرائيلية اكدت ان اسرائيل تواجه صعوبات حقيقية في اقناع اميركا بهذا الثمن. وعلى خط مواز، قال فرد اكهارت، الناطق باسم الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ان الاخير بحث ووزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم في احتمال تطبيق نموذج لبنان على خطط انسحاب اسرائيل من غزة. واضاف: "لم يبحثا تحديداً في طبيعة دور الاممالمتحدة في الانسحاب من غزة"، انما "اقترح" انان فائدة تطبيق نموذج لبنان الذي كان "ناجحاً" بسبب دور "مجلس الامن" وكذلك قوة حفط السلام الدولية.