حصلت "الحياة" على نسخة من رسالة موجهة الى القمة العربية كان الشهيد الشيخ أحمد ياسين زعيم ومؤسس حركة المقاومة الاسلامية "حماس" كتبها قبل أيام من اغتياله. وقالت مصادر في الحركة ل"الحياة" ان الشيخ كان ينوي تسجيلها بالصوت والصورة فيديو وارسالها الى الزعماء العرب في القمة التي تعقد في تونس نهاية الجاري فضلا عن توزيعها عليهم مكتوبة. وطالب الشيخ ياسين الملوك والرؤساء العرب بوقف التطبيع مع الدولة العبرية، قائلاً: "إننا نناشدكم أن توقفوا كل أشكال التطبيع مع هذا العدو، وأن تغلقوا سفاراته، وقنصلياته، ومكاتبه التجارية، وان تفعلّوا المقاطعة العربية، وان توقفوا الاتصال به والتعاون معه". كما طالبهم بتوضيح موقفهم من الجهاد في الاراضي المحتلة، قائلا ان "الجهاد في فلسطين حق مشروع للشعب الفلسطيني، وهو فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وان وصفه بالارهاب من قبل أعداء الله لظلم عظيم يرفضه شعبنا المرابط في فلسطين، وترفضه كذلك شعوبنا العربية والاسلامية، ونتمنى على القمة ان توضح موقفها بوضوح لا لبس فيه نصرة لجهاد شعبنا المجاهد". وناشد ياسين القمة العربية ان تأخذ في الاعتبار أن "أرض فلسطين عربية اسلامية اغتصبت بقوة السلاح من قبل اليهود الصهاينة، ولن تعود إلا بقوة السلاح، وهي أرض وقف اسلامي لا يجوز التنازل عن شبر منها حتى وان كنا لا نملك الان القوة اللازمة لتحريرها". وأضاف: "ان شعبنا وهو يخوض ببسالة معركة فرضت عليه لهو جدير ان يلقى كل أشكال الدعم والتأييد من قادة الأمة، فهو بحاجة الى الدعم الاقتصادي لتعزيز صموده وقد دمر الصهاينة الاشرار كل أسباب الحياة والعيش الكريم لهذا الشعب المرابط، ونهبوا خيراته، وهو بحاجة أيضا الى الدعم العسكري والأمني والاعلامي والمعنوي والديبلوماسي، وغير ذلك من أشكال الدعم التي تعينه على مواصلة جهاده، وهو يتطلع الى ان تحقق له القمة كل ذلك بإذن الله تعالى". وأكد ياسين ان "الأمة تملك من الامكانات والطاقات والقدرات ما يجعلها قادرة على نصرة قضاياها القومية، ووضع حد لجرأة أعدائها عليها، وإنني لأرى انه قد آن لامتنا ان تعمل بقول الله عز وجل: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"، مضيفا ان "المسجد الأقصى يناشدكم وقد أعد الصهاينة العدة لدك أركانه وهدم بنيانه، فمن له بعد الله ان لم تكونوا أنتم؟". كما طالبهم بتقديم "كل أشكال الدعم للعراق الشقيق وشعبه حتى يتحرر من الاحتلال الاميركي، لأن نصرة العراق وشعبه هي نصرة لقضية فلسطين والشعب الفلسطيني". وختم رسالته قائلاً: "يا أصحاب الجلالة والفخامة والسمو: هذا ما أردت أن أنصح به وقد علمنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أن الدين النصيحة، وأسأل الله ان يجمع كلمتكم لنصرة دينه، وان يوحد صفكم على ما فيه خير الأمة ورفعتها".