قام قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال جون أبي زيد بزيارة رسمية لباكستان أمس، تزامنت مع العملية العسكرية الكبيرة التي يشنها الجيش الباكستاني ضد مئات من المسلحين الذين يشتبه في علاقتهم بتنظيم "القاعدة" قرب الحدود مع أفغانستان. وصرح الميجور جنرال شوكت سلطان الناطق باسم الجيش الباكستاني بأن "لا علاقة لزيارة أبي زيد بالعملية" التي تتم حالياً ضد مخابئ "القاعدة" في منطقة وزيرستان القبلية، مشيراً إلى أن "الزيارة مقررة قبل زمن". هجمات على الجيش وفي غضون ذلك، قال مسؤول في الاستخبارات إن قافلة عسكرية باكستانية تعرضت لهجوم صاروخي وهي في طريقها للانضمام إلى العملية ضد مقاتلي "القاعدة" وأن ثلاث عربات دمرت في الهجوم. وقال شهود إن النيران اشتعلت في صهريج محمل بوقود للطائرات. ولم ترد أنباء عن وقوع خسائر في الأرواح. ويقول الجيش الباكستاني إنه يحاصر مئات من مقاتلي "القاعدة" وحلفائهم من رجال القبائل في جبال وزيرستان الجنوبية قرب الحدود الأفغانية، وأن زعماء القبائل يحاولون التفاوض بشأن اتفاق لاستسلام المقاتلين. وكان الجيش الباكستاني أعلن أول من أمس، استعداده لوقف النار لإعطاء فسحة من الوقت للتفاوض، لكن بعد ساعات معدودة أطلق مقاتلون صواريخ على معسكر له في العاصمة الإقليمية وانا، ما دفع العسكريين إلى منع وسطاء قبليين من عبور حواجزه إلى مناطق القبائل لإقناعها بتسليم المطلوبين الأجانب والإفراج عن جنود معتقلين. وأفاد شهود أن مسلحين مجهولين أطلقوا قذائف صاروخية على قاعدة للجيش في منطقة شمال وزيرستان، ما أسفر عن إصابة أحد أفراد هذه القوات. وسقطت ثلاث قذائف على الأقل على معسكر "توتشي سكاوت" في بلدة مير علي الواقعة على بعد 18 كيلومتراً شرق ميران شاه، المقر الإداري لإقليم شمال وزيرستان. وهذا ثاني هجوم من نوعه على مواقع الجيش في المنطقة المتاخمة لولاية بكتيا الأفغانية خلال اليومين الماضيين. وكانت أربع قذائف سقطت يوم الأربعاء الماضي على معسكر "الفيلق الحدودي" ومسجد في المنطقة. وكانت قوات الأمن الباكستانية شنت هجوماً الأسبوع الماضي في إطار ملاحقة فلول تنظيم "القاعدة" وحلفائه من رجال القبائل الباكستانيين في الجبال النائية غرب مدينة وانا. ويشارك أكثر من خمسة آلاف جندي في الهجوم الذي يمثل أكبر عملية عسكرية باكستانية في مناطق القبائل التي تتمتع بحكم شبه ذاتي والمتاخمة لأفغانستان. شبكة أنفاق وأعلن قائد باكستاني أمس، أن القوات الباكستانية عثرت على نفق طوله كيلومترين تحت قرية نائية في المنطقة القبلية يعتقد بأن 500 من المقاتلين المرتبطين ب"القاعدة" يقاتلون فيها دفاعاً عن مسؤول عسكري كبير. وصرح البريغادير محمد شاه قائد الأمن في المنطقة القبلية الشمالية الغربية في باكستان للصحافيين بأن "السلطات عثرت على نفق طوله كيلومترين يربط بين منزلي اثنين من رجال القبائل المطلوبين ويؤدي إلى جدول". وقال إن "النفق يبدأ تحت منزل أحدهم ويمر عبر منزل آخر وينتهي عند جدول".