تجنب الأردن أمس رفض المبادرة الأميركية المعروفة بمشروع "الشرق الأوسط الكبير" أو قبولها، مؤكداً أنه يتبنى "خطة وطنية للتنمية السياسية"، تركز على "الإصلاح والتطوير وتكريس الديموقراطية". في الوقت ذاته أعلن مسؤولون أن وزير الخارجية الأردني مروان المعشر سيتوجه الى واشنطن في غضون أيام قليلة، في زيارة تهدف الى تأكيد "ضرورة الشراكة العربية" في أي مشروع يتعلق بمستقبل المنطقة. وأبلغ مسؤول أردني بارز "الحياة" أن المعشر الذي سيزور واشنطن قبل القمة العربية المرتقبة في تونس أواخر الشهر الجاري "سيشرح للمسؤولين في الإدارة الأميركية أبعاد المشروع الجديد، والإخفاق الذي سيواجهه إذا كان مفروضاً على المنطقة، وإذا لم يتعامل في جدية وعدالة مع الصراع العربي الاسرائيلي ... وإذا ظهر أيضا أنه موجه ضد الإسلام". وقال المسؤول ان المعشر سيشدد أمام المسؤولين الأميركيين على "ضرورة أن يكون العرب شركاء أساسيين وجزءا من أي مشروع يواجه أزمات المنطقة ومشكلاتها"، لأن من شأن هذه الشراكة "أن تنعكس إيجابا على الشعوب العربية، وتقنعها بمبررات الإصلاح ودوافعه وأهميته، وتمنحها الثقة بأن الإصلاح ليس مفروضاً من الخارج، وانما جاء بناء على رؤية تتكيف مع الواقع الثقافي والاجتماعي والاقتصادي" لهذه الشعوب. وأشار الى أن "الأردن أطلق في تشرين الأول أكتوبر الماضي خطة للتنمية السياسية، تتضمن تعميم الديموقراطية وتعميق المشاركة السياسية، بما يتناسب مع ظروفه الداخلية". وكان الملك عبدالله الثاني التقى أخيراً سفراء أوروبيين، وشدد أمامهم على ضرورة أن يكون "الإصلاح نابعاً من داخل البلاد العربية، معبراً عن مشكلاتها واحتياجاتها". وسيشرح نائب وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية مارك غروسمان الذي بدأ جولة على المنطقة مبادرة "الشرق الأوسط الكبير"، وسيزور الأردن ومصر والمغرب والبحرين. وقالت الناطقة الرسمية باسم الحكومة الأردنية أسمى خضر ان "زيارة غروسمان للأردن ستكون فرصة للبحث في المبادرة الأميركية، وإذا كانت هناك قواسم مشتركة يمكن البناء عليها فهذا جيد، وإذا وجدنا العكس سيعبر الأردن عن وجهة نظره". ونبهت الى أن "أي إصلاح أو تغيير لا ينبع من إرادة شعبية محلية لا يمكن القبول به"، مؤكدة أن "الأردن بدأ عملياً الإصلاحات في مجالات عدة ، وأنجز فيها الكثير" وأن "التطوير والإصلاح وترسيخ الديموقراطية عناوين تبنيناها ونعمل من أجلها باستمرار، لكن موقفنا يركز على ان الإصلاح يجب أن يكون نابعاً من إرادة محلية". في غضون ذلك، اعتبرت جماعة "الإخوان المسلمين" الأردنية وواجهتها السياسية "جبهة العمل الإسلامي" في بيان، أن المشروع الأميركي "لا يسعى إلا الى دمج الكيان الصهيوني في المنطقة على أسس جيوبوليتيكية، تحقق المصالح المشتركة للتحالف الأميركي الصهيوني، وتعمل لتفكيك جامعة الدول العربية وإسقاط هويتها الثقافية". وحذر البيان من "الانصياع لهذا المشروع العدواني التآمري".