تصاعدت المواجهات بين الصرب والالبان في كوسوفو بشكل خطير امس، بعدما اتخذت منحى يهدد سائر منطقة البلقان. وتعرضت مساجد في صربيا لهجمات حشود غاضبة، رداً على احراق كنائس ومنازل ارثوذكسية في الاقليم. راجع ص7 ولوح رئيس الوزراء الصربي فويسلاف كوشتونيتسا بالتدخل لحماية الصرب في الاقليم، ما لم يصدر عن مجلس الامن قرار بارسال قوات كافية الى هناك لوضع حد للعنف. وجاء ذلك بعد اخلاء مناطق صربية عدة في كوسوفو من سكانها، تحسباً لاعمال عنف كبيرة. كما أعلن كوشتونيتسا خلال تظاهرات عدة عمت انحاء صربيا أمس، ان الصرب "لا يمكن أن يسمحوا باستقلال كوسوفو وهيمنة الألبان الكاملة عليه"، وأوضح ان الموقف الصربي في شأن مستقبل الاقليم "ينطلق من تأييد القرار الدولي الذي يمنح كوسوفو حكماً ذاتياً واسعاً في اطار اتحاد صربيا والجبل الأسود". وهدد الوزير الصربي لشؤون كوسوفو نيبويشا تشوفيتش في تصريح في مدينة ميتروفيتسا في الاقليم امس، بأن "الصرب سيدافعون عن مناطقهم في كوسوفو مهما كانت النتائج ولن يسمحوا للارهاب الألباني بالسيطرة عليهم تحت انظار المجتمع الدولي الذي ظل عاجزاً أمام موقف العدوان الألباني المستمر منذ أكثر من أربع سنوات ونصف سنة". وأفادت تقارير ان كنائس وتجمعات سكنية صربية في العاصمة الاقليمية بريشتينا ومناطق بريزرين وليبيليان ومتروفيتسا تعرضت لهجمات بقنابل يدوية من جانب حشود البانية غاضبة اقدمت على اضرام النار في بعضها. وأفيد ان عدد ضحايا المواجهات في كوسوفو بلغ 22 قتيلاً ونحو 500 جريح، وُصفت اصابات نحو 30 منهم بأنها خطرة، كما أصيب 61 جندياً وشرطياً دولياً بجروح، بعضهم في حال حرجة. وطلبت الادارة الدولية في كوسوفو، من القوات الدولية في البوسنة سفور ارسال تعزيزات عسكرية عاجلة الى الاقليم، من أجل العمل مع 17 ألفاً و500 جندي وشرطي دولي في قوات كفور لمنع خروج الأوضاع عن السيطرة التامة. العنف في صربيا وامتد العنف الى صربيا التي شهدت مواجهات ليل اول من امس، بين الشرطة وحشود غاضبة قامت بإحراق مسجدي بلغراد ونيش، كما دُمر المركز الاسلامي في مقاطعة فويفودينا. وطالب المتظاهرون بلغراد بالتدخل عسكرياً في كوسوفو والسماح لمتطوعين مسلحين من صربيا بالانتقال الى كوسوفو "لحماية صرب الاقليم". وأبلغ مفتي بلغراد الشيخ حمدي يوسف سباهيتش "الحياة" في مكالمة هاتفية من بلغراد، انه "لم يستطع دخول المسجد في بلغراد ولكنه تفحصه من بعيد فوجد ان النيران أتت على قاعة الصلاة ومئذنة المسجد، ولكنها لم تصل الى دار الافتاء والاقسام الأخرى" نتيجة تدخل الشرطة لقمع المتظاهرين. وأشار الى أنه تلقى ادانات كثيرة من الكنيستين الارثوذكسية والكاثوليكية في بلغراد، اضافة الى وجوه صربية بارزة، والتقى مع كوشتونيتسا لتدارس تهدئة الاوضاع.