أبدت فرنسا أمس، تأييدها لاقتراح تعيين منسق أوروبي لمكافحة الارهاب، ما قد يشكل القرار الأساسي الذي ستسفر عنه سلسلة الاجتماعات الوزارية الاستثنائية التي تعقد ابتداء من اليوم الجمعة في بروكسيل. وتهدف هذه الاجتماعات التي تعقد على مستوى وزراء الداخلية والعدل اليوم، ووزراء الخارجية الاثنين المقبل، للإعداد للقمة الأوروبية في 25 الجاري. وباتت القمة ملزمة منذ تفجيرات مدريد بالتركيز على كيفية تعزيز التنسيق الأوروبي في مواجهة التهديد الارهابي. وصرّح وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان بأن اقتراح المسؤول عن السياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا، تعيين منسق أوروبي لمكافحة الارهاب، يشكل "فكرة جيدة". وقال: "أعتقد انه ينبغي ان ننسق عملنا على المستويات التقنية التي تسمح لنا بالحصول على معرفة أفضل للواقع من أجل مكافحة أفضل للارهاب". وكانت وزارة الخارجية الفرنسية أكدت تكراراً منذ تفجيرات مدريد ان تعزيز التنسيق الأوروبي في وجه الارهاب، يقتضي تطبيقاً أفضل لما هو متفق عليه بين دول الاتحاد منذ 11 أيلول سبتمبر 2002. وفي المقابل، تراجعت حظوظ الاقتراح الذي تقدم به وزير الداخلية النمسوي ارنست ستراسر في 19 شباط فبراير الماضي وتبناه رئيس وزراء بلجيكا غي فرهوفستاد غداة تفجيرات مدريد ويقضي بإنشاء وكالة استخبارات أوروبية مركزية على غرار وكالة الاستخبارات الأميركية. وتتفق ألمانيا مع فرنسا بحسب ما صرّح به المستشار غيرهارد شرودر خلال زيارته لباريس الثلثاء الماضي، على انه من الأفضل العمل على تعزيز فاعلية الأجهزة الأوروبية القائمة بدلاً من الخوض في استحداث أجهزة جديدة. والواقع ان انشاء وكالة استخبارات أوروبية يواجه عقبة أساسية مردها الى الحذر الشديد الذي تلتزمه الأجهزة عندما يتعلق الأمر بتبادل المعلومات الحساسة. ولذا، فإن جهاز الشرطة الأوروبي "يوروبول" الذي يتخذ من لاهاي مقراً له، وزود نحو 350 عنصراً وموازنة قدرها 50 مليون يورو، أثبت فاعليته في مجال مكافحة التهريب وتزوير العملة، لكن تأثيره شبه معدم في ما يخص الارهاب. وكان الاتحاد الأوروبي قرر بعد 11 أيلول انشاء "فريق محققين مشترك" يضم مختصين في مكافحة الارهاب، للعمل بالتعاون مع "يوروبول"". لكن هذا الفريق لا يزال حبراً على ورق، وكذلك الأمر بالنسبة الى الجهاز القضائي الأوروبي الذي تقرر انشاؤه سنة 1999. والقناعة السائدة لدى الكثير من الدول الأوروبية ولا بد من ان تعكسها اجتماعات بروكسيل، مفادها ان لدى أوروبا ما يلزم من أدوات لمواجهة الارهاب وان المطلوب استخدامها. طرد مشبوه يعطّل "يوروستار" أغلق أحد خطوط السكك الحديد لقطار أنفاق "يوروستار" بين باريس ولندن أمس، بعد اكتشاف طرد مشبوه بحسب تأكيد الشبكة الفرنسية لسكك الحديد. وتلقت الشرطة الفرنسية تهديداً عبر الهاتف جعلها تطلق عملية تمشيط لمحطاتها انتهت بالعثور على طرد قرب فالدواز شمال باريس. وأرسل على الفور خبراء تفكيك قنابل. إيطاليا الى ذلك، تنظر وزارة الداخلية الايطالية في خطة لزيادة كبيرة في الإنفاق على اجراءات مكافحة الارهاب ومضاعفة عدد قوات الامن والجنود الذين يحرسون البلاد. وذكرت صحيفة "ايل سولي 24 اوري" أن وزير الداخلية جوسيبي بيزانو يرغب في مضاعفة عدد الضباط الذي يحرسون "الاهداف الحساسة" وتركيب اجهزة للكشف عن المعادن في محطات السكك الحديد.