نظمت جمعية النساء العربيات في إيطاليا "أيدا" حفلة للموسيقى العربية، احياء لذكرى ضحايا اعتداءات الثاني عشر من تشرين الثاني نوفمبر الماضي في الناصرية في العراق. والجمعية التي تضمّ عدداً من النساء الإيطاليات والعربيات المقيمات في إيطاليا، تنشط في تنظيم الفاعليات الثقافية العربية بهدف التقريب بين العالم العربي وإيطاليا. وتمحور الجزء الاكبر من الحفلة حول الفنانة اللبنانية جاهدة وهبي التي أدت مقاطع من أغانيها ومقاطع من أغاني السيدة أم كلثوم. فيما ألقت الصحافية الفلسطينية رولا جبريل مقاطع من قصائد الشاعر الراحل نزار قبّاني. وعلى رغم أن الحفلة أقيمت لإحياء ذكرى شهداء، فإن الجو الاحتفالي الذي ساد الاجواء أكد أولوية الحياة ومقدرة البشر على تجاوز المآسي. رئيسة الجمعية وزوجة السفير الجزائري في روما ياسمين رقيق أوضحت أن جمعية "أيوا" رابطة إجتماعية ثقافية هدفها الأساس التقريب بين الثقافتين الايطالية والعربية... وأضافت: "نعتقد أن الموسيقى قادرة على ذلك أكثر من أي أداة إبداعية أخرى كونها لغة كونية لا تحتاج إلى أية ترجمة". زوجة احدى ضحايا الناصرية أكدت رغبتها بالسفر إلى الناصرية وقالت: "أود أن أذهب إلى المدينة التي منح زوجي حياته ثمناً لإعادة البسمة إلى أبنائها". وأضافت: "لقد هاتفني في الليلة التي سبقت الانفجار الذي أودى بحياته وحياة رفاقه من الإيطاليين وعراقيين"... كان سعيداً وقال لي: "الناس هنا يثقون برغبتنا في مساعدتهم، وهذا ما يسهّل علينا مساعدتهم". ورعت الحفلة مؤسسات دستورية إيطالية من بينها بلدية روما ووزارة الداخلية الإيطالية ومقاطعة لاتسيو، فيما وضعت حاضرة الفاتيكان "قاعة بيو" الموسيقية الضخمة تحت تصرف جمعية "أيوا". وحضر الحفلة حشد كبير من أبناء الجالية العربية المقيمة في إيطاليا وكثير من المسؤولين الإيطاليين وخصص ريعها لمصلحة مستشفى الأطفال في الناصرية. وكانت الشاعرة الجزائرية أحلام مستغانمي ألقت القصيدة مهداة إلى جندي إيطالي معين كان يهتم بأطفال الناصرية، وكان يُفترض أن تُلقى باللغتين العربية والإيطالية وأن تغنيها جاهدة وهبي... إلاّ أن المنظمين حولوا عنوان القصيدة مما أدى إلى إلغاء هذه الفقرة من الحفلة. وحضرت الكاتبة الجزائريّة، على رغم خلافها مع المنظمين حول هذا التغيير، إنّما كمتفرجة. قصيدة مستغانمي كانت عن أحد الجنود القتلى الإيطاليين، كان درج على تناول وجباته الغذائية برفقة عدد من الأطفال العراقيين الذين كانوا على موعد معه في كل وجبة. وتقول مستغانمي عنه: "مذ انغرست هناك/ والصغار الذين شاركتهم / ما في جيبك من قطع الأحلام النقدية/ ينتظرون الصيف لملاقاتك/ فمنذ أعوام الكراهية/ لم يطرح النخيل تمراً/ يا نهر محبة / لا تنضب/ تسّاقط في أيدي الأطفال/ رطباً...".