يدخل ممثل الكرة السعودية فريق الاتحاد اليوم في الاختبار الصعب عندما يلتقي بنظيره فريق سيول الكوري الجنوبي في مباراة الإياب من الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال آسيا. وتكمن صعوبة اللقاء كون الفريق الاتحادي يخوض هذا النزال ولديه من الفرص والاحتمالات ما يؤهله لبلوغ دور نصف النهائي بعد أن كسب موقعة الذهاب بثلاثة أهداف في مقابل هدف، وربما يؤدي تعدد الفرص إلى الثقة المفرطة إذا ما أحسن عناصر الفريق وأجهزته المختلفة التعامل مع هذه المباراة. تاريخياً الاتحاد الذي نجح في نيل لقب نسختي عامي 2004 و 2005 ينجح دوماً مع المسابقات القارية خصوصاً إذا ما لعب أمام الفرق الكورية على أرضها، اذ لم يخسر الاتحاد في كوريا خلال مشواره الآسيوي، إذ خاض ثلاث مباريات كسب منها اثنتين وتعادل في واحدة. وبعيداً عن التاريخ فإن لاعبي الاتحاد يدركون حجم المسؤولية واستشعار أهمية المنافسة، سيما وأنهم أخفقوا في استحقاقات الموسم الماضي بما فيها استعادة اللقب الآسيوي، لذلك وضع الاتحاديون نصب أعينهم تحقيق لقب هذه البطولة، ويوضح ذلك جلياً من خلال مسيرة الفريق في النسخة الحالية، إذ اجتاز أحد أهم المرشحين الهلال السعودي بعد أن أقصاه في دور ال16. وأكد الاتحاديون مسيرتهم الإيجابية بعد الأداء الفني العال الذي ظهروا به الأربعاء قبل الماضي، متغلبين على سوء الإعداد وحداثة المنافسة على الدوري الذي كان حينها لم يتخط حاجز الجولة الثانية، ما منحهم الثقة في أن يخطفوا إحدى البطاقات الأربعة للتأهل للدور قبل النهائي، إلا أن متابعي الكرة السعودية تفاجأوا بخسارة الفريق في الدوري السعودي أمام الاتفاق بهدف وحيد في مباراة مقدمة من الجولة الثالثة. ووضع الأداء الباهت للاعبي الاتحاد في تلك المواجهة استفهامات عدة ومخاوف أقلقت أنصاره قبل المواجهة الأهم للفريق في هذا الدور، غير أن الجهاز الفني شدد على أن فريقه لن يركن إلى ما آلت إليه نتيجة المباراة الأولى في جدة، وأنه سيخوض مباراة حسم في العاصمة الكورية تمثل بالنسبة له لقاءات كؤوس، مطالباً بنسيان مباراة الاتفاق ووعده بالعودة بالفوز، ليعد العدّة وترتيب أوراقه الفنية مع الوعد بالظهور المعتاد آسيوياً. وفنياً نجد أن الفريق الضيف صاحب الفرص المتعددة بالتعادل أو الخسارة بفارق هدفين، مؤهل لأن يكسب اللقاء لاعتبارات عدة، فله اسمه القوي على صعيد القارة الصفراء، فضلاً عن لاعبين مميزين بدءاً من حراسة المرمى حتى الهجوم، فحارس المرمى مبروك زايد يتمتع بقدرات عالية تمكن بفضلها في الاستمرار في حماية العرين لفترات طوال يساعده في ذلك خبرته الدولية، ومن أمامه دفاع متماسك بوجود الرباعي حمد المنتشري وأسامة المولد ومشعل السعيد وراشد الرهيب، وتمتاز الدفاعات الاتحادية بالتنظيم والتجانس بين متوسطي الدفاع، غير أن خطي الجنب يمثلان حال من الهوان في أجزاء من مجريات اللقاء للاتكالية على المنتشري والمولد، والتسبب في إيجاد ثغرة بينهما ومتوسطي الدفاع ما قد يكلف الفريق كثيراً في مواجهة الإياب. وأما لاعبو الوسط فسيفتقد لخدمات اللاعب الكويتي فهد العنزي للإصابة، لينظم للبرتغالي باولو جورج، وبالتالي فإن أمر مشاركة مناف أبو شقير أو سلطان النمري واردة، ليتواجد لاعب الخبرة والمهارة محمد نور الورقة الرابحة الأبرز للفريق الاتحادي إلى جانب البرازيلي ويندل جيرالد واللاعب الواعد محمد أبو سبعان ولاعب الارتكاز سعود كريري، ويأتي هذا الخط مفاتيح اللعب وخلط أوراق المنافسين، فلديه القدرة التهديفية وصناعة اللعب مع القدرة في الذود عن مرماهم بالدعم الحقيقي للمنظمة الدفاعية في الكتيبة الصفراء، وأن كان يعيبه في أحيان كثيرة البطء في بناء الهجمة. في حين ترتكز خطط المدير الفني للفريق ديمتري دافيدوفيتش على وجود مهاجم واحد نايف هزازي أو الجزائري عبدالملك زياية، وعلى رغم تواجد لاعب وحيد في المقدمة إلا أنه في حال الهجمة تجد هدافين أمام مرمى المنافسين، وأكثر ما يميز مدرب الاتحاد قدرته في تغيير نهجه وظروف اللقاء وقراءة الفريق المقابل، وان كان من المتوقع أن يعمد في هذا النزال على إماتة اللعب وإحباط الفورة الكورية بالأداء الهادئ وعدم مجاراة مستضيفه، مع المحاولة الحثيثة في خطف هدف يصعب المهمة على أصحاب الأرض والجمهور. في المقابل سيظهر فريق سيول بمستوى فني مغاير عما ظهر به في مباراة الذهاب، اذ سيعض بفرصته الأخيرة في استحقاقات الموسم بالنواجذ، عقب أن خسر ألقاب الموسم في كوريا، ومن المنتظر أن يرمي بكل ثقله الفني والمعنوي والاستفادة من الزحف الجماهيري الذي سيسانده في ملعب يتسع لأكثر من 66 ألف متفرج، وترجمة معالجة أخطائه بعد الفوزين على بوسان بهدفين في مقابل هدف، وديجون بأربعة أهداف في مقابل هدف، ضمن منافسات الدوري الكوري. وبالتأكيد أن الفريق الكوري تسلح بأوراقه كافة وحشد قواه من أجل الظفر والعودة إلى أجواء المنافسة بقلب الطاولة على الاتحاديين، فلا بديل عن الفوز لهم لذلك سيعملون جاهدين على إنهاء الشوط الأول بتسجيل هدف، والبحث عن آخر ليضمنوا به التأهل مع ضرورة الحفاظ على مرماهم نظيفة، ولا شك أن تحقيقهما لفوزين بعد مباراة الذهاب جرعهم مصلاً معنوياً للفوز غير المستحيل في كرة القدم. ويتفوق فريق سيول عن الاتحاد كثيراً في الهجوم عن طريق الأطراف وهي الطريقة التي جلبت له الفوز في مباريات الدوري المحلي وتسجيل هدفهم الوحيد في مرمى الاتحاد، وسيعتمد كثيراً على الكولمبي مولينا والصربي ديجان داميانوفيتش وسيونغ هوان، وهيون يونغ، فضلاً عن قدرتهم في اختراقات دفاع الخصوم من العمق بالاعتماد على السرعة في التمرير والمهارة الفائقة. إلى ذلك يحسب للمدرب الكوري سيو شوي يونغ أنه يحترم منافسيه ويلعب بأسلوب متباين من مباراة لأخرى وفقاً لظروفها، وهذا ما فعله في جدة إذ كان حذراً في بدايات اللقاء وسمح للمستضيفين الاستحواذ لثبات لاعبي الوسط في منتصف ملعبهم بجانب المدافعين، وغير من خطته بعد ولوج هدفين في مرماه ليتمكن بتغيير نهجه وبقراءة جيدة قلص الفارق وكاد أن يتعادل لولا الخطأ من حارس المرمى الذي يعد الحلقة الأضعف في الفريق. هدف وحيد يكفل لشونبوك قطع بطاقة التأهل أمام سيريزو