ليس احتواء ألعاب الفيديو على اللقطات العنيفة بالأمر الجديد. يحفل تاريخ تلك الألعاب بجميع أنواع الأسلحة والمعارك ومشاهد القتل والدمار. ولطالما كانت اللقطات العنيفة محط انتقاد الباحثين وأولياء الأمور" خصوصاً في منتصف التسعينات، ابان النقلة النوعية التي تسببت بها سلسلة ألعاب "مورتال كومبات" Kombat Mortal. وحينها، اثارت هذه اللعبة الدامية الكثير من الجدل، خصوصاً أن مجرياتها تتحدث عن بطولة في الفنون القتالية تنتهي مبارياتها بالضربات القاضية التي ينتزع فيها المقاتل قلب خصمه أو يقطع رأسه بالسيف أو يرمي بجسده في حقل من الأشواك! ومع تطور عالم ألعاب الفيديو وتوسعه، تشكلت هيئة تعنى بأمور الرقابة والتحذير من محتويات الألعاب، ولكي تحسم في شؤون قد تثير حفيظة بعضهم ويعتبرها آخرون عادية. وقد شكلت هذه الهيئة في الولاياتالمتحدة وهي تعرف باسم Entertainment Software Rating Board أو "مجلس تصنيف برامج التسلية الإلكترونية". موجة جديدة من العنف الملاحظ في عدد من الألعاب الحديثة هو انتقال دور "البطل" إلى المجرم، حيث لا يتحكم اللاعب في شخصية مقاتل أو شرطي يحارب الجريمة، بل يلعب دور السارق أو السفاح المطلوب منه تنفيذ جرائمه في أبشع الطرق الممكنة. ذلك تماماً هو سيناريو لعبة صيد البشر Man Hunt "مان هانت" التي تتأرجح فيها طرق قتل الضحية من الخنق باستخدام كيس بلاستيكي إلى التقطيع باستخدام منشار آلي، والبطل فيها هو قاتل محكوم بالإعدام. وكلما نفذت عملية قتل، يُعرض شريط فيديو ل"تستمتع" بالاعادة بالتصوير البطيء. وقد وُصفت هذه اللعبة بأنّها "الأعنف على الإطلاق" من قبل النقاد. واعتبرتها مجلة Gamepro الأميركية المتخصصة "غير صالحة للعب من قبل المتحسسين ضد مشاهد الدماء" على رغم تميز الغرافيكس والمؤثرات الخاصة. الرقابة على الألعاب في محاولة لتوجيه وإرشاد المستهلكين ، بادر "مجلس تصنيف برامج التسلية الإلكترونية"، ESRB إلى تقسيم الألعاب بحسب محتواها. فالألعاب التي تحمل رمز EC تصلح للأطفال في عمر مبكر Early Childhood، أما تلك التي تحمل الرمز E فهي صالحة للجميع، إذ لا تحوي أي مشاهد أو لغة عنيفة. وتناسب الألعاب التي تحمل الرمزT المراهقين فوق ال13 عاماً Teens لاحتوائها على بعض المشاهد والكلمات العنيفة. وإذا وجدتم الرمز M أو Ao فذلك يعني أن الشريط يحتوي على مستوى أعلى من العنف أو المشاهد الإباحية. ويوضع رمز RP على الألعاب التي لم يتم تصنيفها بعد Pending Rating. وتطبع هذه الرموز على أغلفة الشرائط المباعة. ولا توجد رموز أو تحذيرات مماثلة بالعربية.