كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية، أمس، ان سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي، لعب دوراً مهماً جداً في قرار ليبيا التخلص من برامج اسلحة الدمار الشامل، وذلك باتصاله بالاستخبارات البريطانية طالباً المساعدة لتحقيق هذا الهدف. وأعلنت ليبيا في كانون الأول ديسمبر الماضي انها قررت التخلص من برامج الاسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية. وذكرت "التايمز" في تقريرها ان وسيطاً عربياً اتصل هاتفياً بضابط كبير في جهاز الاستخبارات البريطاني الخارجي أم. آي 6 وذلك قبل أيام من غزو القوات الأميركية والبريطانية العراق في 20 آذار مارس الماضي. وتابعت ان الضابط الذي يتحدث العربية والذي يتمتع بخبرة طويلة في شؤون الشرق الأوسط، تلقى الرسالة الآتية: "سيف الإسلام القذافي يريد ترتيب لقاء معكم". وكانت المكالمة فاتحة لقاءات عديدة أدت في النهاية الى قرار ليبيا التخلص من برامج اسلحة الدمار. وبعدما افتتح سيف الإسلام اللقاءات مع البريطانيين، انتقلت الاتصالات التفصيلية الى مسؤول الاستخبارات الخارجية موسى كوسا. وأشارت "التايمز" الى ان المفاوضين الليبيين كانوا يتصرفون بعصبية في بداية اللقاءات، ولم يكشفوا طلباً ليبياً لشراء مكونات أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليوارنيوم عبر شركة ماليزية. وأضافت ان الطلب الليبي كان معروفاً لدى أجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية منذ اللحظة الأولى، وان الليبيين اعترفوا بتفاصيله بعدما تيقنوا ان واشنطن ولندن تعرفان به.