دان بريطاني آخر كان معتقلاً في قاعدة غوانتانامو الاميركية في كوبا "المعاملة الرهيبة" التي لقيها خلال سجنه سنتين، بعد شهادة مماثلة لأحد البريطانيين الاربعة الآخرين الذين اعيدوا الثلثاء الماضي الى بلدهم. وتحدث طارق درغول 26 عاماً الذي اوقف في اطار قانون مكافحة الارهاب لدى وصوله الى بريطانيا وافرج عنه الاربعاء الماضي، في بيان عن "الانتهاكات الفاضحة لحقوق الانسان" التي ترتكبها الحكومتان الاميركية والبريطانية. وأفاد البيان الذي نقلته محاميته لويز كريستيان ان درغول "بدأ محاولة سرد الوقائع الرهيبة التي عاشها خلال اعتقاله في بغرام وقندهار افغانستان وخليج غوانتانامو، لاسرته ومحاميته". واضاف ان شهادة درغول تشير الى "معاملة سيئة وعمليات استجواب تحت تهديد السلاح واعمال عنف وظروف اعتقال غير انسانية"، وان المعتقل السابق "يدين الحكومتين الاميركية والبريطانية لهذه الانتهاكات الفاضحة لحقوق الانسان ويطالب بالافراج عن المعتقلين الآخرين في قاعدة غوانتانامو". وكان جمال الحارث 37 عاماً الذي كان بين البريطانيين الخمسة الذين افرجت عنهم السلطات الاميركية، اكد لصحيفة "ديلي ميرور" انه تعرض لاعمال عنف ومعاملة مهينة خلال سنتي اعتقاله في القاعدة الاميركية، وأكد أن الحيوانات في غوانتانامو "كانت تلقى معاملة أفضل من معاملة السجناء". الا ان وزير الخارجية الاميركي كولن باول قال انه لا يصدق اتهامات الحارث. ونفى في مقابلة مسجلة أجريت في واشنطن وأذيعت في محطة تلفزيون "أي تي في" البريطانية أن يكون المعتقلون منذ عامين من دون اتهامات عوملوا في شكل سيئ أو تعرضوا للضرب. وقال: "أعتقد أن هذا شيء غير مرجح. نحن لا نسيء معاملة الناس الموجودين تحت رعايتنا. أعتقد أننا أدّينا كل التزاماتنا بموجب اتفاقية جنيف لمعاملة الناس المحتجزين لدينا ومعتقلينا بطريقة انسانية للغاية". ودافع باول أيضاً عن احتجاز السجناء في غوانتانامو مثل هذه المدة الطويلة. وأوضح: "أعتقد أن الخطر الذي نواجهه يبرر ذلك تماماً. والآن نحن في صدد الافراج عن كل الذين من الواضح أنه لن تكون هناك اتهامات ضدهم ولن يشكلوا بعد ذلك أي نوع من التهديد أو الخطر علينا". ولا يزال أربعة بريطانيين آخرين محتجزين في غوانتانامو تقول واشنطن انهم أخطر من الخمسة الذين أفرجت عنهم.