منذ انتخابها ملكة لجمال مصر عام 1990، بدأت الفنانة داليا البحيري العمل عارضة أزياء ثم مذيعة، إلى أن تحولت الى المجال الفني من خلال الفيديو كليب. ثم جاءت خطوتها السينمائية الأولى في فيلم "علشان ربنا يحبك" مع المخرج رأفت الميهي وأمام أحمد رزق ولؤي عمران وجيهان راتب. وبسبب ظروف خاصة ابتعدت البحيري عن الوسط الفني ثلاث سنوات، إلى أن عادت من خلال فيلم "محامي خُلع" أمام هاني رمزي وعلا غانم. وفي التلفزيون قدمت أخيراً مسلسل "البنات" للمخرج أحمد يحيى أمام داليا مصطفى ومنة شلبي ودنيا وهشام سليم وخالد أبو النجا. وفيما يعرض لها الآن في القاهرة فيلمها الأخير "سنة أولى نصب" للمخرجة كاملة أبو ذكرى وأمام نور وخالد سليم وأحمد عز، تصور البحيري فيلم المخرجة إيناس الدغيدي الجديد "الباحثات عن الحرية" بين القاهرةوباريس وبيروت، أمام هشام سليم والمغربية سناء موزيان وملكة جمال لبنان السابقة نيكول بردويل، والمأخوذة أحداثه عن رواية "غابة من الشوك" للكاتبة هدى الزين. فيلمك المعروض حالياً "سنة أولى نصب" من النوع الرومانسي الخفيف، هل تعتبرين هذا العمل شكلاً جديداً بعد أدوارك السابقة في السينما؟ - أعتبر هذا العمل فرصة جديدة لتقديمي في شكل مختلف، فالدور من النوع الرومانسي الخفيف كما ذكرت، ولكنه مشحون بالمشاعر الإنسانية الصادقة جداً، وهو يمسُّ مشكلات الشباب الراهنة في شكل كبير وجديد، والفيلم حتى الآن يحقق وجوداً جيداً في مواجهة العديد من الأفلام الأخرى المعروضة معه، ومنها "حب البنات" و"الباشا تلميذ" و"صايع بحر". إيناس مدرسة مختلفة وكيف تم ترشيحك الى "الباحثات عن الحرية"؟ - أنا فخورة بأنني سأقدم هذا العام فيلماً ثانياً مع مخرجة امرأة، وهذه المرة مع إيناس الدغيدي وهي مدرسة مختلفة عن كاملة أبو ذكرى وإن اتفقتا معاً في حماستهما وجديتهما وأفكارهما الطازجة، وأجسد في هذا الفيلم شخصية عايدة الفنانة التشكيلية التي تحظى باهتمام كبير كفنانة، إلا أنها تعاني من قهر زوجها الذي يغار من هذا النجاح فتقرر الهرب من هذا السجن بحثاً عن الحرية في بلاد أوروبا وتختار باريس حيث تقابل صديقات لها يعانين من الضغوط نفسها ولكن بطرق مختلفة، فكل واحدة منهن تركت وطنها بعاداته وتقاليده الشرقية بحثاً عن العيش بحرية في مكان آخر. وأبطال الفيلم هن عايدة الفنانة التشكيلية المصرية التي تقع في حب شاب مصري يعمل في باريس وتواجه العديد من المفاجآت معه، وسعاد المغربية التي تعمل مطربة وأمل الصحافية اللبنانية. وفي بلاد الغربة تدور بينهن أحداث مثيرة والتي تكشف عن رغبتهن في الحصول على حريتهن في شكل كامل، وأنا سعيدة بهذا الدور المختلف الذي لم أقدمه من قبل وأتمنى أن يحقق الفيلم النجاح المرجو له، لأنني أعتبر أن دوري هو بمثابة بحث جديد عن الحرية الحقيقية في سينما المرأة. وما هو أصعب مشهد لك في الفيلم؟ - من أهم مشاهدي وأصعبها لقائي أحمد عز الشاب المصري الذي هاجر للعمل في فرنسا وتنشأ بيننا قصة حب عنيفة تضعني أمام موقف صعب في الاختيار بينه وبين ابني الذي تركته يعيش مع والده في مصر إلى أن أضطر إلى اتخاذ قرار يزيد الأمور تعقيداً. وهل تتوقعين أن يثير العمل ضجة سينمائية كعادة أفلام المخرجة إيناس الدغيدي؟ - عبقرية المخرجة إيناس الدغيدي تكمن في أنها صاحبة وجهة نظر حقيقية في كل أعمالها، وهي تناقش بصوت عال مواضيع جريئة وشجاعة، والاتفاق أو الاختلاف معها يؤكد انها تقدم عملاً غير نمطي ومتطور وله مفرداته الخاصة، والسينما أصبحت في كل العالم تطرح القضايا المثيرة بلا خجل أو مواربة، ونحن في "الباحثات عن الحرية" نقتحم الأسلاك الشائكة ونغوص داخل قضية ذات طبيعة خاصة. لماذا تمّ استبدال الممثلة هند صبري بالمطربة المغربية سناء موزيان في آخر لحظة قبل بداية التصوير؟ - طبيعة الدور المرسوم في السيناريو تحتم أن تؤديه فتاة تجيد التمثيل والغناء وهذا يتوافر عند سناء موزيان في شكل واضح، وأتصور أن هند صبري لم يتم ترشيحها من قبل لأداء هذه الشخصية، ولكن ما حدث أن الصحافة رددت اسم هند صبري لأنها كانت بطلة فيلم إيناس الدغيدي السابق "مذكرات مراهقة". لا أخشى المنافسة على رغم أنك بدأت التمثيل قبل سنوات عدة إلا أن هناك الآن العديد من النجمات الجديدات اللواتي ظهرن بعدك، فهل تجدين مشكلة في ترتيب اسمك على الأفيشات؟ - نجحت في إثبات وجودي السينمائي على رغم أنني لم أقدم بعد ما أطمح إليه، وموضوع ترتيب الأسماء على الأفيشات لا يشغلني كثيراً، فالأهم عندي ماذا أقدم للمشاهدين، وهل أنجح في أن أكون من خلال الأدوار التي أؤديها صاحبة شكل مميز أم مجرد شيء عادي. سبق أن أعلنت بعد تجربتك مع هاني رمزي في فيلم "محامي خلع" انك بصدد تقديم عمل آخر معه، ثم وجدناك في أعمال أخرى مع نجوم آخرين، فما أسباب هذا الابتعاد؟ - بعد النجاح الكبير الذي حققته في دور رشا مع هاني رمزي في "محامي خُلع" كان من المقرر بالفعل أن نلتقي في عمل سينمائي آخر، ولكن يبدو أن هناك ظروفاً إنتاجية حالت دون ذلك، ولكن تعاوني مستمر مع هاني رمزي وربما نقدم معاً عملاً مسرحياً أو تلفزيونياً خلال العام الجديد. اعتذرت للمخرج السينمائي أحمد يحيى عن رفض العمل معه في حلقات "البنات" ثم عدت وقبلت ما سبق أن رفضته من قبل، لماذا كان الاعتذار ثم التراجع والقبول بعد ذلك؟ - كان اعتذاري في بادئ الأمر بسبب ارتباطي بتصوير فيلم "سنة أولى نصب" مع المخرجة كاملة أبو ذكرى في الغردقة، ثم حدث أن تأجل تصوير الفيلم أسبوعين، فأبلغت اعتذاري للمخرج أحمد يحيى وقبلت الدور الذي عرضه علي، ولكنني طلبت إدخال بعض التعديلات عليه وأتصور أنني قدمت شخصية جديدة أكسبتني ثقة جمهور شاشة الفيديو إذ نجحت مع زملائي منة شلبي ومحمود عبد الغني وداليا مصطفى وخالد أبو النجا وغيرهم من أسرة هذا المسلسل الناجح جداً. وما هو جديدك السينمائي بعد انتهائك من تصوير فيلم "الباحثات عن الحرية"؟ - عُرضت علي بعض السيناريوات لكنني لم أقرر قبول شيء حتى الآن، لأنني حريصة على إرضاء الجمهور، وإخراج الطاقات الكامنة في داخلي، ولدي مخزون متراكم من الشخصيات والمواقف والعواطف، ساعدتني على امتلاكها الأعمال العديدة التي مارستها، فقد عملت مرشدة سياحية خمس سنوات وعارضة أزياء وما زلت مذيعة في الفضائية المصرية، والسينما تضم كل هذه الفنون في مزيج فني واحد ومتجانس. وهل تشعرين بتعارض بين عملك مذيعة وممثلة؟ - حتى الآن لا يوجد تعارض بين عملي مذيعة وممثلة، ولكن أعتقد ان الفترة المقبلة سيحدث نوع من التعارض وإذا حدث ذلك فسوف أتقدم للقطاع الفضائي بطلب إجازة سنة من دون مرتب حتى أتفرغ في شكل نهائي للتمثيل.