فجأة توقفت فضائية MEDYA TV عن الإرسال ولبست الشاشة اللون الأسود اعتباراً من 12/2/2004 أي قبل ثلاثة أيام من الاحتفال بذكرى مرور خمس سنوات على اعتقال عبدالله أوجلان، بعدما كان الأكراد ينتظرون بفارغ الصبر البرامج التي كان مقرراً أن تقدمها المحطة لمشاهديها وهي برامج تحمل لهم أخباراً سارة وشيئاً من التفاؤل إذ أتقنت الفضائية هذه الوظيفة. ولقد تبين أن سبب وقف البث هو إن شركة CSA رفضت تمديد الرخصة الممنوحة للفضائية بحجة أن Medya tv هي امتداد للفضائية الكردية السابقة Med tv التي كانت أغلقت في 14/3/1999 بقرار من المؤسسة الإعلامية itc بضغط من السلطات التركية التي رأت ان Med tv أصبحت "غرفة العمليات لحزب العمال الكردستاني" وبالتالي "تدعم الإرهاب". والمفارقة هي ان فضائية Med tv توقفت عن البث بعد أيام من اعتقال أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني بينما توقفت فضائية Medya tv قبل أيام قليلة عن الذكرى الخامسة لاعتقال أوجلان، على رغم انها تعود الى منظمة "رجال الأعمال الأكراد". من المعروف ان Mdeya tv كانت تبث على القمر الأوروبي هوت بيرد وعلى درجة 13 شرقاً. وكانت المحطة تبث برامج سياسية مباشرة وبرامج منوعات تجعل الأكراد وأصدقاءهم في أرجاء أوروبا وتركيا والعراق وسورية ولبنان وشمال افريقيا على اتصال مباشر مع الحدث السياسي الكردي. وهي في بداية انطلاقتها واجهت عقبات جمة ولا سيما بسبب نقص الكوادر لدرجة لم نكن نسمع من مذيعيها كلمة "شاف باش" أي مساء الخير بالعربية. إذ كانت برامجها تبث فقط في نوبة صباحية. لكن سرعان ما تعدل الوضع وأصبحنا نسمع الترحاب في كل الأوقات "روج باش" أي نهار جميل والى يوم إقفالها كانت تبث 13 ساعة يومياً. ومما لا شك فيه ان هذه المحطة شكلت إطاراً لمواجهة سياسات القمع والقهر التي تمنع على الأكراد التكلم بلغتهم وترديد أغانيهم التراثية والثورية، على رغم كل الانتقادات التي وجهت اليها. واليوم نعتقد ان انتقادات الأكراد لا محل لها أمام الحال التي يعيشونها فهم بحاجة الى مشروع جدي يهدف الى نشر الوعي الثقافي ويصلهم بالتطورات التي تحصل في العالم. ومن هنا فإن تأسيس اroj tvب التي ستكون بديلة لميديا كما يبدو لن يحظى بالاحترام إلا اذا أمسكت بأيدي مشاهديها وعكست حالهم ومعاناتهم وخرجت من فضاءات الدعاية والتحريض السياسي الى الاجتماع والاقتصاد والسياسة والفنون بمعناها الانساني. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ماذا ستفعل الفضائية الجديدة roj tv؟ ويخشى المراقبون انهم سيبقون في إدارة الفضائية أسرى تلك العقلية التي غلبت دائماً فكرة وجود الفضائية وبقاءها قيد البث على دورها الوظيفي المطلوب على المستوى الإعلامي في تلك الزحمة من التنافس بين الفضائيات على جذب المشاهد قسراً وتلقينه عنوة وتسييسه رغماً عن أنفه؟