يطل روميو وحبيبته جولييت على خشبة المسرح اللبناني ابتداء من آواخر شهر آذار مارس الجاري، ويحلان ضيفين على مسرح كازينو لبنان في عمل لأسامة الرحباني الذي اختار الرواية الشكسبيرية لينطلق منها ويقدم مسرحية لبنانية. أسامة، الابن الأصغر لمنصورالرحباني، لا تشغله المقارنات ويدرك أهمية المدرسة الرحبانية كما يعرف أن تجربة "عاصي ومنصور وفيروز لن تتكرر ويستحيل أن يعرف الفن أحلى منها". يحاول أن يقدم جديده ويؤكد تأثره بهذه التجربة، ويفخر بمكتبته الموسيقية، إذ يملك أكثر من خمسة آلاف ألبوم. ويقول إن النجاح بالنسبة اليه هو تحدي المرء مع نفسه، وإنه لا يعمل إلا بحسب قناعاته ويحاول دائماً أن يطوّر انتاجه على مختلف الأصعدة، من حيث فكرة العمل والموضوع والنص الكوريغرافي وغيرها. وفي جديده المسرحي، يخوض أسامة المغامرة إذ أسند دوري البطولة الى الوجه الجديد رودي داغر والممثل الشاب يوسف الخال. لكنه يؤكد أنه اختارهما بعد تجارب استمرت عامين تابع خلالهما عدداً كبيراً من الممثلين قبل أن يقع اختياره على الراسي والخال اللذين اختارهما لأن صوتيهما مناسبين لهذا العمل الغنائي، ولمقدرتهما على التمثيل. ويقول أسامة: "المسرحية بذاتها جريئة، وفي كل أمر يقدم عليه المرء مغامرة". قصة الحبيبين الشكسبيريين تصلح لمعالجة أي صراع بين البشر، كما أنها تصلح لكل زمان ومكان، فمن "يستطيع أن يمنع الحب"، يقول أسامة. وفي لبنان لا يستطيع الحب أن يتخطى الحواجز احياناً... أن تكون جولييت من منطقة وطائفة، ويكون روميو من منطقة وطائفة مختلفة. ومسرحية أسامة الرحباني بهذا المعنى عمل سياسي. الفكرة والاقتباس له، فيما أشرف والده منصور على كتابة النص والأغاني. ويتولى الإخراج شقيقه مروان، والكوريغرافيا الفنانة العالمية دبي آلن، والسينوغرافيا الألمانية أدنس ترابلن. وسجلت الأغاني في لندن بمرافقة أوركسترا سيمفونية كبيرة. والممثلون المشاركون في المسرحية هم إضافة إلى داغر والخال، بول سليمان ونزيه يوسف وجوزيف بو نصار وتقلا شمعون ونادين لبكي وغيرهم. تيار التسطيح بعيداً من عمله، يقول اسامة إن ما يزعجه في ما نراه من انتاجات يتمثل ب"التسطيح" لأمور معينة، ثم يستدرك قائلاً إن لكل الفنون وجهة تجارية، "لكن الأعمال المسطحة تسيطر، وتغيّب الأعمال ذات القيمة الفنية". ويتساءل عن مدى صحة القول بوجود سوق حقيقية للأعمال المسطحة! ويرى أن معظم المغنين العرب "لا يملكون ثقافة موسيقية، وشركات الإنتاج هي المسؤولة عما هو سائد". ويلفت الى أن الشركات تملك أموالاً طائلة تجعلها قادرة على انتاج الجيد. لكنه لا ينفي وجود بعض الأعمال الجيدة، والأصوات الجميلة. وانطلاقاً من هذه النقطة كان سؤالنا عن "المسيطرات" على الساحة الفنية، أليسا ونانسي عجرم وهيفا وهبي. وكان جوابه ان أليسا "تملك الجمال والصوت والحضور وتميزت بشخصيتها القوية وجرأتها، وفي ألبومها الأخير أغنيات جميلة، أما نانسي فقد حققت نقلة نوعية، ولعب مدير أعمالها جيجي لامارا دوراً كبيراً في هذا المجال، لكن النقلة الحقيقية هي تلك التي حققتها مخرجة فيديو كليباتها نادين لبكي". وماذا عن هيفا؟ هي بالنسبة لأسامة صاحبة جمال خارق "ولا أنزعج أبداً عندما أراها ولن أناقشها هل تغني من منظار فني بل أتحدث عن جمالها الذي يلون حضورها". اهتمامات متنوعة من يعرف أسامة أو يتابعه في مقابلات تلفزيونية سيسمع حتماً عن اهتمامه بمشكلات البيئة وبأمور تاريخية أو ثقافية. ويقول: "أنا من المهتمين بالثقافة، أتابع الانتاجات والمهرجانات وحفلات الموسيقيين والورشات المختصة عن الأعمال الفنية، وأهتم بالرقص والأوبرا والمسرح الغنائي والرسم والأدب لأشبع نفسي، وأهوى سماع الموسيقى الكلاسيكية بنهم، وأستمع الى الجاز وموسيقى البوب والأفلام وبعض الموسيقى الشرقية".