أفرجت السلطات البريطانية عن واحد من العائدين الخمسة من معتقل غوانتانامو بعد التحقيق معه، مستبقيةً الأربعة الآخرين قيد الاعتقال بموجب قانون مكافحة الإرهاب، على أن تطلق سراحهم غداً الجمعة. وكانت الولاياتالمتحدة تشتبه في أن الخمسة وهم رحال احمد طالب وعاصف اقبال موظف وشفيق رسول طالب معلوماتية وطارق درغول موظف سابق في مأوى للعجز وجمال الدين الحارث مصمم مواقع إنترنت، قاتلوا في صفوف حركة "طالبان". وحطت طائرة أقلّتهم تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في قاعدة نورثهولت شمال غربي لندن عند السابعة من مساء اول من امس بتوقيت غرينيتش. وأوقف أربعة منهم رسمياً عندما كانوا لا يزالون في الطائرة من قبل عناصر من شرطة مكافحة الإرهاب واقتيدوا إلى مفوضية الشرطة للسجناء الأمنيين في "بادينغتون غرين"، على أن يخلى سبيلهم خلال 48 ساعة بعدما أقرت السلطات بأنها لن تعرضهم للمحاكمة. أما الرجل الخامس جمال الدين الحارث 37 عاماً واسمه الحقيقي رونالد فيدلر وهو بريطاني خلافاً للآسيويي الاصل الباقين، فاعتقل في البداية لاستجوابه "في إطار مراقبة الحدود الواردة في قانون محاكمة الإرهاب الصادر العام 2000". وتم تحريره عند الساعة 11 مساء اول من امس، بعد ساعات قليلة على التحقيق معه وأوصله موكب للشرطة إلى منزله. سباق إعلامي لشراء شهاداتهم ومع عودتهم، سيكون للبريطانيين الخمسة فرصة رواية قصصهم الخاصة. وبرزت منذ لحظة وصولهم نزاعات بين محطات التلفزيون العاملة في لندن لشراء شهاداتهم. فيما منحت عائلة واحدة المروّج ماكس كلفورد حق تمثيلها. وأكد روبرت ليزار محامي حارث أنّ موكله كان يتطلّع إلى رؤية عائلته، وأضاف: "انه رجل بريء، يريد أن يعرف لماذا احتجز لفترة طويلة. جرت معاملته بطريقة مهينة ولا إنسانية وقاسية، وهو يسأل السلطات الأميركية أن توضّح سبب ذلك". وأشار إلى أنه "يعتبر السلطات البريطانية متواطئة في ذلك من حيث المشاركة في استجوابه خلال اعتقاله وسماحها باستمرار الوضع". أما شقيقته ماكسين فيدلر فقالت: "لا نعرف ماذا نتوقع، كيف حاله، كيف صحة عقله، انا خائفة جداً حيال ذلك". وسمح للمعتقلين بالاتصال بعائلاتهم هاتفياً، كما اجتمع محاموهم في مركز الشرطة منذ حطت الطائرة على الأراضي البريطانية. وفرضت الشرطة حزاماً أمنياً حول منازل الأسرى العائدين بعد مخاوف أن يتحولوا إلى أهداف للمتطرّفين اليمينيين. ضغوط داخلية وخارجية وتضغط لجنة حقوق الإنسان لإطلاق سراح فوري للرجال بعدما اتفق وزير الداخلية ديفيد بلانكيت مع الأميركيين على انهم لا يشكلون خطراً أمنياً. وأعربت منظمة "ليبرتي" للدفاع عن حقوق الإنسان عن ارتياحها للإفراج عن المعتقلين الخمسة، لكنها انتقدت في الوقت نفسه "رياء الحكومة البريطانية" التي تعتقل من لم توجه إليهم تهم رسمية. وقال بلانكيت من الولاياتالمتحدة مطلع الاسبوع، أن هؤلاء الرجال "سيخضعون لعمليات استجواب اعتيادية من قبل لجنة مكافحة الإرهاب". وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية أن "قرار تسليمهم اتخذ بعد محادثات طويلة بين الحكومتين. وقررت الحكومة البريطانية تولي المسؤولية حتى لا يشكل هؤلاء تهديداً للولايات المتحدة أو حلفائها". وكانت الاستخبارات البريطانية استجوبتهم في كوبا غير أن شرطة "اسكتلاند يارد" تقول انها باشرت تحقيقاتها الخاصة حولهم، إذ ترغب في معرفة سبب وجودهم في أفغانستان ومن نظم لهم رحلاتهم. ويتوقع أن يتهم البعض بزيارة مخيمات تدريب "القاعدة". وكان الخمسة ضمن مجموعة من تسعة بريطانيين معتقلين في غوانتانامو حيث تحتجز الولاياتالمتحدة نحو 650 شخصاً من 42 بلداً، ألقت القبض على غالبيتهم في أفغانستان، أطلق سراح 88 معتقلاً منهم، وسلم 12 معتقلاً إلى حكومات أجنبية. وعن مصير المعتقلين الأربعة البريطانيين الذين لا يزالون في المعتقل، اعتبر بلانكيت أنه من الأفضل محاكمتهم في الولاياتالمتحدة لأنهم يشكلون خطراً كبيراً. والمعتقلون الأربعة هم فيروز عباسي 23 عاماً ومعظم بيغ 36 عاماً وريتشارد بيلمار 23 عاماً ومارتن موبانغا 29 عاماً.