اعترف "التحالف" بأن نجاح مهمته في العراق "ليس مضموناً"، في وقت شدد رئيس مجلس الحكم الانتقالي محمد بحر العلوم على أن المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني لم يطعن في شرعية الدستور الموقت. وباشرت مجموعة محامين أميركيين مداولات مع الحاكم المدني بول بريمر في بغداد لاعداد اجراءات محاكمة الرئيس السابق صدام حسين وحوالى مئتين من أركان نظامه، لكن بحر العلوم أصر على محاكمة عراقية لصدام. وإذ نقل عن السيستاني تحذيره من أن "أعداء العراق" يخططون لاغتياله لإشعال حرب أهلية في البلد، عبر رئيس الوقف السني في العراق الدكتور عدنان محمد سلمان عن خشيته من "ان يؤدي اغتصاب عشرات من مساجد أهل السنّة الى تأجيج الفتنة". وقال ل"الحياة" انه يحض المرجعيات الشيعية على "استنكار أصوات تهاجم أبناء السنّة والصحابة ونساء النبي صلى الله عليه وسلم". في غضون ذلك، قابل المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السفير الأخضر الابراهيمي في الرياض أمس ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، في حضور وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ونائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية الفريق أول الركن متعب بن عبدالعزيز. ويتوقع أن يزور الابراهيمي القاهرة قبل عودته المحتملة الى بغداد، فيما باشر موفد أميركي محادثات في أنقرة لطمأنتها بعد توقيع الدستور العراقي الموقت. وهو حاول اغراءها بصفقات وعقود تجارية، في مقابل التخلي عن اعتراضاتها المرتبطة بمخاوف من "انفصال" الأكراد العراقيين. تزامن ذلك مع اتهام العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أشخاصاً في مجلس الحكم العراقي بعرقلة تزويد عمان نفطاً عراقياً راجع ص 2 و3. وقال ممثل بريطانيا في بغداد جيريمي غرينستوك ان "العراق سيتغلب على العمليات المسلحة والتوترات العرقية المتفجرة"، وذكر ان القوات الاميركية والبريطانية ستبقى في العراق طالما كان ذلك ضرورياً "لبناء ديموقراطية ستكون قدوة للشرق الاوسط". وأضاف: "الموارد ستأتي، وسيبدأ النفط بالتدفق بسرعة اكبر، وستبدأ الاستثمارات بالتدفق، وسيرغب الجيران في التعاون مع العراق الجديد". لكنه أقر بأن الأخطار كثيرة في عراق ما بعد صدام، و"النجاح غير مضمون". وزاد: "الخطر الذي يخشاه الناس هنا هو خطر مجتمع عنيف يتدهور الى حال من الفوضى وملاحقة جماعات لبعضها بعضاً ... بلدة ضد اخرى". في غضون ذلك، نقل عن المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني تحذيره من "حرب أهلية طائفية" تعمل جهات اقليمية ودولية ومحلية لاشعال فتيلها، ودعا العراقيين الى تجنبها. وورد هذا التحذير أثناء استقبال السيستاني نهاية الاسبوع الماضي، بعض أعضاء مجلس الحكم وفي مقدمهم بحر العلوم، وكذلك عدداً من الوجهاء وزعماء أحزاب وعشائر عراقية خلال اليومين الماضيين. وقال المرجع الشيعي ان "أعداء العراق يعملون ليلاً ونهاراً، ومنذ زمن بعيد، من أجل خلق المناخ المناسب لحرب أهلية طائفية تأكل الأخضر واليابس، وتنهي وحدة الشعب والوطن". وتوقع السيستاني 74 سنة، لجوء "أعداء العراق" الى "قتله" ليجعلوا ذلك سبباً لدفع الشيعة الى رد فعل قد يؤدي الى حرب أهلية، معلناً أنه يعلم بوجود من يستهدفه وأن ذلك لن يخيفه. وشدد على انه "يمنع الجميع من أن يستخدم قتله ذريعة لاشعال فتيل حرب طائفية كريهة". التركمان وفي بيان حصلت "الحياة" على نسخة عنه، اعتبر "المجلس الشيعي للتركمان" ان الدستور الموقت سيعيق الاستقرار السياسي، ووصفه بأنه "مشؤوم". وأوضح ان "التركمان سنة وشيعة، ما زالوا يعانون الظلم والانتهاك في حقوقهم الشرعية البسيطة، نتيجة سياسات تهميش متعمدة من قوات الاحتلال والأحزاب القومية الكردية المسلحة". ودان اعتبار اللغتين العربية والكردية رسميتين، وطالب ب"اضافة التركمانية واعتبارها لغة رسمية ثالثة"، مؤكداً عدم اعترافه ب"شرعية مجلس الحكم أو قراراته أو حتى عدالة أعضائه". في حين دعا "حزب الشعب التركماني" الى منح التركمان حق اعلان منطقة "تركمن ايلي" "وطناً للتركمان" من تلعفر الى مندلي. ورأى ان كركوك "تمثل العاصمة القومية والجغرافية لهذه المنطقة في مقابل اصرار الأكراد على الفيديرالية القومية والجغرافية". وأكد بحر العلوم ل"الحياة" ان العراق يرغب في طمأنة الأتراك الى "مستقبل العلاقات الأخوية" بين البلدين. وتلقى رئيس مجلس الحكم دعوة رسمية لزيارة طهران، وكان شدد في مؤتمر صحافي عقده أمس على أن السيستاني لم يقل ان قانون ادارة الدولة "غير شرعي" بل اعتبره "عائقاً" أمام الوصول الى دستور دائم. وأعلن بحر العلوم ان محاكمة صدام ستتم داخل العراق أمام قضاة عراقيين و"من دون تدخل خارجي". وتابع أن مجلس الحكم سيعلن قريباً تشكيل محكمة خاصة لمقاضاة الذين اعتقلوا بتهمة المشاركة في تفجيرات أو التخطيط لهجمات انتحارية. وفي سياق آخر، ذكر بحر العلوم ان المجلس تلقى دعوة رسمية لحضور القمة العربية في تونس، وسيشارك "على أعلى المستويات".