"جندي أميركي سابق يحرق جواز سفره في بغداد ويتبرأ من جنسيته الأميركية احتجاجاً على احتلال أميركا للعراق". شاهدت المذيعة في احدى القنوات العربية تقرأ هذا الخبر، وعيناها طافحتان بالسرور، وكأن العرب أحرزوا نصراً كبيراً! أما أنا فقد أشجاني هذا الخبر، ودفعني الى التساؤل: ما الذي أتى بالجيش الأميركي الى دولة من أغنى الدول العربية وأعظمها وأعرقها؟ ما الذي جعل أميركا أقوى من العرب كلهم؟ ألأن الإنسان الأميركي أكثر ذكاء من الإنسان العربي؟ أم لأن ثروات الأرض الأميركية أكثر من ثروات الأرض العربية؟ وجدت جواب السؤال في صورة ذلك الجندي الأميركي الذي أحرق جواز سفره. هل يستطيع جندي عربي سابق ان يحرق جواز سفره في بلده احتجاجاً على سياسته؟ أميركا أقوى من العرب لأن شعور المواطن الأميركي بحريته وانسانيته وكرامته، في أميركا، أقوى من شعور المواطن العربي بحريته وإنسانيته وكرامته في الوطن العربي. عندما تسمح الثقافة الفكرية والسياسية في مجتمع ما لأفراد هذا المجتمع بالتعبير عن أفكارهم ومواقفهم، وممارسة حقوقهم السياسية في إطار النظام والقانون، فإن امكانات هذا المجتمع وطاقاته ومكامن القوة فيه تجد طريقها الى البروز. دمشق - الدكتور ياسر العيتي