بحث امس مبعوث الاممالمتحدة الى الشرق الاوسط تيري رود لارسن مع مسؤولين اميركيين في افكار للمنظمة الدولية تتعلق بامكان معاودة المسارين السوري - الاسرائيلي واللبناني - الاسرائيلي، وبالاستفادة من تجربة الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان في تنفيذ الخطة الاسرائيلية للانسحاب من قطاع غزة. وذلك في الوقت الذي كشفت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس انها تعد "وثيقة شرف" خطة لمرحلة ما بعد الانسحاب من القطاع. راجع ص 5 واوضح القيادي في الحركة سعيد صيام ل"الحياة" ان "حماس دعت الفصائل اخيراً الى حوار لبلورة موقف موحد يتم الاتفاق عليه بين الفصائل كافة والسلطة الفلسطينية يتعلق بكيفية ادارة الوضع في القطاع في مرحلة ما بعد الانسحاب"، مشيراً الى ان "الخطة تتصف بالشمولية فهي تتضمن جوانب سياسية واقتصادية وأمنية واجتماعية وغيرها". وقال ان ما نسب الى زعيم الحركة الشيخ احمد ياسين حرّف، خصوصاً لجهة قوله ان لدى "حماس خطة تتضمن عمليات سياسية وادارية واجتماعية، علاوة على مجالات أخرى تخدم الفلسطينيين"، مشدداً على ان "حماس" ستلتزم ما يحافظ على أمن الوطن والمواطن، واما الباقي فيقع على عاتق السلطة الفلسطينية. وتعتبر هذه المرة الاولى التي تعلن فيها حركة "حماس" خططاً من هذا النوع، لا سيما وانها اعلنت مراراً في السنوات الماضية رفضها تولي أي سلطات أو مسؤوليات أمنية. وفي واشنطن، أجرى مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة المكلف عملية السلام في الشرق الأوسط، تيري رود لارسن، محادثات مع المسؤولين الأميركيين أمس الثلثاء في أفكار تصب في اتجاهين: الأول، مفاهيم وآليات لمعالجة النزاعات بين سورية ولبنان وبين اسرائيل تشكل نافذة على استئناف المفاوضات. والآخر، الاستفادة من نموذج تنفيذ الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان الذي قام على رسم "الخط الأزرق" في تنفيذ الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة والضفة الغربية. ونفت الأممالمتحدة ان لديها خطة مدونة في أوراق، لكنها أقرت بأن هناك أفكاراً قيد الدرس. وعلق مندوب سورية لدى الأممالمتحدة السفير فيصل المقداد، على الخطوة بالقول: "لم نبلّغ شيئاً". كما قال مندوب لبنان السفير سامي قرنفل: "لم نطلع على شيء رسمي أو غير رسمي". واعتبر قرنفل ان سعي الأممالمتحدة الى تحريك عملية السلام "ضمن اختصاصاتها"، وكذلك البحث عن "الوقت الملائم" لدور لها. وبحسب مصادر الأمانة العامة، فان رود لارسن يعمل باستمرار على احياء دور "اللجنة الرباعية" التي تضم الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا. وهو بحث أخيراً في أفكار مع الأمين العام كوفي أنان تصب في خانة الاستفادة من زخم الاستعداد الاسرائيلي للانسحاب من غزة وازالة مستوطنات، باعتبار الانسحاب "الاحادي" مجرد كلام في الوقت الذي يحتاج فيه الانسحاب الى "تنسيق" و"مساهمة" كل من الأممالمتحدة والجانب الفلسطيني. وبحسب المصادر، تهتم الولاياتالمتحدة بالأفكار التي يعمل عليها رود لارسن، انما لم يتضح مدى استعداد واشنطن لدعم مبادرة تفعيل المسارين السوري الاسرائيلي واللبناني الاسرائيلي، خلال الانتخابات الرئاسية. وعلمت "الحياة"، من مصادر رفيعة المستوى، ان وزارة الخارجية الاسرائيلية تسلمت ورقة تتضمن أفكار الأممالمتحدة في شأن تفعيل المسارين عبر اجراءات "تطمينات متبادلة" تضمن "اللاعنف" وآليات "مراقبة ديبلوماسية" تضمنها مجموعة دولية تضم الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة. وقالت المصادر ان الأفكار يبحث فيها مع الطرفين السوري والاسرائيلي منذ فترة، وانها انطلقت أساساً بعد القصف الاسرائيلي لمواقع قرب دمشق. وحسب المصادر، تعالج الأفكار موضوع المنظمات الفلسطينية الموجودة في سورية. وشددت المصادر على أن الورقة هي "لا ورقة"، وان هناك "أفكاراً"، وليس "خطة" أو "اقتراحات رسمية". وقالت ان الهدف هو ايجاد "ضمانات متبادلة" تؤدي الى "استقرار" في العلاقة الاسرائيلية السورية والاسرائيلية اللبنانية، يؤدي بدوره الى "معاودة المفاوضات". وترى الأمانة العامة، وبالذات مبعوث الأمين العام تيري رود لارسن ان هناك ديناميكية خلفها الاستعداد الاسرائيلي للانسحاب من غزة من شأنها أن تولد "زخماً" على المسارين السوري واللبناني. وقالت المصادر ان انان "مهتم جداً" بتفعيل كل المسارات، كي يكون هناك سلام "شامل".