كانت بدايات الممثل والمخرج المسرحي السوري غسان مسعود في المسرح. وهو خريج المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق - قسم التمثيل. وكانت احدى اهم إطلالاته على الجمهور المحلي، من خلال دوره في مسرحية "سكان الكهف" مع المخرج المسرحي الراحل فواز الساجر. المحطة الثانية التي صقلت أدواته التمثيلية كانت مشاركته في الكثير من الأعمال الدرامية التلفزيونية السورية مع مخرجين من امثال هيثم حقي وشوقي الماجري وباسل الخطيب. هذه التجارب في التلفزيون ممثلاً وفي المسرح ممثلاً ومخرجاً قدّم أعمالا لافتة على خشبة المسرح القومي السوري، أوصلته إلى العمل مع المخرج العالمي "ردلي سكوت" في فيلم "مملكة السماء" الذي يتم تصويره بين لندن والمغرب ويلعب مسعود فيه دور "صلاح الدين الأيوبي". ويحضر في الفيلم بنسبة خمسة وثلاثين في المئة بحسب ما يقول. ويعتبر مسعود أن حضوره العربي ابتداء من محليته السورية، هو الذي أوصله إلى "مملكة السماء". فوكيلة أعماله نشوى الرويني رأته من خلال الشاشات العربية، فقدمته للدور مدافعة عن طاقات الممثل العربي. وبعد عودته من التصوير في لندن إلى سورية التي سيغادرها مجدداً باتجاه المغرب في السادس من آذار مارس المقبل ليصور مشاهده المتبقية، قال غسان مسعود ل"الحياة": "إنهم يقدرون ممثلاً عالمثالثياً حينما يكتشفون قدراته". ويعتبر مسعود العالم فضاء واحداً، "ومن الطبيعي أن نكون جزءاً مكوناً من أجزاء هذا الكون وأن نسعى إلى الحضور فيه من دون التنازل عما يميزنا ثقافياً". وهذه الفضاءات لا تنفصل عن الفضاء المحلي المكمل الذي يعتبره "نقطة التأسيس والأساس". فحضوره الفني في "ذكريات الزمن القادم" مع "هيثم حقي" أخيراً كان له أثر لديه كما حضوره في فيلم كبير. ويعتبر أن دوره في هذا المسلسل كان جديداً ويتطلب جرأة لمس صداها أينما سافر بين الناس، وهذه الجرأة ساعدته على العمل على شخصية صلاح الدين حالياً بعد أن كان ممثلون عرب كبار قدموا الشخصية. وهو يعمل إلى جانب نجوم عالميين منهم جيرمي آيرنز ووليام نيسن وأورلاند بلوم معبود المراهقات، ومجموعة من نجوم كثر نراهم في السينما الأميركية. ومن الفنانين العرب النجم المصري خالد النبوي الذي رأيناه في أفلام يوسف شاهين الأخيرة. ردلي سكوت هو صاحب الأفلام الشهيرة: "سقوط بلاك هوك"، و"غلادييتر"، الحائز على أربع أوسكارات، و"المبارزة". وأفلام أخرى كثيرة. يقول عنه مسعود إنه "فنان شكسبيري أكثر منه سينمائي هوليوودي. وهو يبذل جهداً كبيراً في انتقاء "الكاسيت". وكان من المفترض أن يؤدي كل ممثل مرشح لدور صلاح الدين، سطرين باللغة الانكليزية أمام الكاميرا. مع تقديم "بروموشن" عن الأعمال الأكثر أهمية التي شارك فيها. وكانت استجابة مسعود للاختبار صعبة كما قال لنا: "أشكر نشوى الرويني التي أصرت على إجراء الاختبار من طريق الصديقة فرح بسيسو فتمّ الأمر". وكانت هي شخصياً اختارت من دوري في مسلسل "الحجاج" التاريخي المقاطع التي عرضتها على المخرج. دور صلاح الدين يتحدد في المرحلة التي وصل فيها صلاح الدين إلى مشارف القدس قبل معركة حطين. ومن المعروف تاريخياً أن الصليبيين خرقوا الهدنة معه في أكثر من مكان. أبرز هذه المواقف هي قتل رسول صلاح الدين إلى الملك "غي" الذي كان واقعاً تحت تأثير "رينالد" الذي ندعوه بالعربية "أرناط" وهو الذي تعود على خرق الهدنة مع صلاح الدين عبر قطع الطريق على قوافل الحج والدخول في مناوشات مع العرب أينما التقاهم. تحدث معركة حطين ومن هنا يبدأ حضوره في الفيلم في شكل أساسي. يعتقد غسان مسعود أن الفيلم يطرح مفهوم الحوار محل البندقية. كان صلاح الدين قوياً ومنتصراً في حطين ويحاصر القدس ومع ذلك طرح التفاوض والحوار. ويقول مسعود: "الغرب قوي الآن ومنتصر لكنه لا يجد نفسه مضطراً للحوار. هذه المفارقة زادت من حماستي في دخول التجربة". وعن الأزياء والماكياج قال: "لم يرد ردلي سكوت أن يحرك في وجهي سوى إطفاء اللون الفضي في ذقني ووضع كحل عربي على عينيّ. ونحولي الشديد الذي كان يقلقني لم يقلقهم ولم يحاولوا إخفاءه. وبناءً على أن صلاح الدين كان رجل دولة أكثر منه رجل حرب أو سياسة تم ّ تصميم الأزياء مع الأخذ بالاعتبار الملمح الفروسي النبيل". وهكذا يكون غسان مسعود وخالد النبوي في عملهم هذا مع شركة "فوكس القرن العشرين" يسيران على درب خطاه قبلهما النجم عمر الشريف.