اتهمت السلطات الاسرائيلية عضوين في "التجمع الوطني الديموقراطي" هما الاخوان غسان وسرحان عثاملة بالتعاون مع "حزب الله" والعمل على تشكيل خلية مسلحة لتنفيذ هجمات. لكن محامي المعتقلين اكد انهما انكرا التهم الموجهة اليهما، في حين اعتبر حزب التجمع ان اي محاولة للربط بينه ولائحة الاتهام محاولة لضربه واخراجه من اطار المشاركة السياسية والقانونية. واوضح التجمع في بيان تلقت "الحياة" في لندن نسخة منه، ان لائحة الاتهام التي قدمتها النيابة الاسرائيلية امس الى المحكمة المركزية في الناصرة، تضمنت ثلاثة بنود رئيسة هي: "المشاركة في تنظيم معاد" و"اقامة علاقة لتنفيذ اعمال اجرامية" و"اجراء اتصالات بعميل اجنبي". وكانت عناصر الامن الداخلي الاسرائيلي شين بيت اعتقلت قبل شهرين غسان وسرحان المقيمين في مدينة الناصرة العربية، واتهمتهما بالعمل على تشكيل خلية مسلحة لشن هجمات، تشمل هجمات انتحارية ضد اسرائيل. وكتبت صحيفة "جيروزاليم بوست" ان غسان ارسل شقيقه سرحان مطلع العام الماضي الى تركيا للقاء ممثلين عن "حزب الله" ومنها الى لبنان حيث تلقى تدريبا عسكريا. واضافت انه اقام علاقات تجارية مع تركيا للتغطية على نشاطاته. وافادت الاذاعة الاسرائيلية ان الحكومة العبرية ابلغت تركياوالاردن المعلومات التي لديها، خصوصا لان ابراهيم عجوة، وهو من جماعة ابو موسى المنشقة عن "فتح - الانتفاضة" يعمل من الاردن على تجنيد عرب اسرائيليين لحساب "حزب الله"، ولان سرحان اجتمع مع اشخاص من "حزب الله" في تركيا. واوضحت الاذاعة ان السلطات الاسرائيلية تنظر بقلق بالغ ل"تورط" التجمع في هذه المسألة، مضيفة انها ليست المرة الاولى التي تكتشف اسرائيل فيها ان "حزب الله" يحاول اقامة بنية تحتية لخلية. ونظرا الى ان غسان عضو في اللجنة المركزية للتجمع، وهو حزب عربي له ثلاثة اعضاء في الكنيست، ويرأسه الدكتور عزمي بشارة، فإن وسائل الاعلام الاسرائيلية حرصت على الربط بين لائحة الاتهام وحزب التجمع. وقبل اسبوعين تقريبا، اجرت الشرطة الاسرائيلية تفتيشا لمكاتب الحزب في الناصرة مدعية ان لغسان مكتبا فيه، وصادرت حاسوبا واوراقا تدعي الان وسائل الاعلام انها تثبت وجود اتصال مع "حزب الله". الا ان التجمع اعتبر في بيانه ان "اي محاولة لربط التجمع الوطني بلائحة الاتهام التي سطرتها النيابة العامة الاسرائيلية هي محاولة تضليلية تهدف الى ضرب التجمع واقصائه عن التأثير السياسي وحتى اخراجه من اطار المشاركة السياسية القانونية". من جانبه، قال بشارة في اتصال هاتفي اجرته معه "الحياة" في لندن حيث يقوم بزيارة: "منذ فترة تحاول اذرع الامن الاسرائيلية والمؤسسة الصهيونية في مجملها ان تدفع التجمع الى خارج ما تسميه هي بالخطوط الحمر، بالرهان على ان المحكمة العليا التي حكمت لمصلحة خوضه الانتخابات، لن تستطيع تجاهل هذه التطورات في المرة المقبلة وبالتالي ان تحكم بمنع التجمع من خوض الانتخابات. وهذا ما يقال صراحة في اسرائيل، خصوصا ان التجمع يسير على الخط الاحمر، على حد قول المحكمة". واضاف: "لذلك ننظر بقلق الى محاولة ربط التجمع بنشاط ذي طابع امني غير قانوني، واؤكد ان موضوع غسان وسرحان، وانا اعرفهما جيدا بحكم نشاطهما في التجمع، غير منته وفيه الكثير من المبالغة والغموض، وقد ينتهي الامر الى البراءة بعدما تكون اسرائيل نالت سياسيا من التجمع". وتابع: "لذلك لا نستعجل الحكم على هذه المواضيع ونؤكد ان التجمع حركة سياسية وطنية تعمل في ظروف الداخل وفي اطار القانون، ونؤكد اننا نثقف شبابنا على النضال من اجل الحقوق الوطنية والمدنية في هذا الاطار". ومن المقرر ان تبدأ المحاكمة الاسبوع المقبل، علما ان اي اسرائيلي يدان بتهمة التعاون مع العدو يواجه حكما بالسجن لا يقل عن عشر سنوات.