اصبح المرشح الديموقراطي الى الانتخابات الرئاسية الاميركية جون كيري عرضة لهجمات متزايدة عنفاً، من جانب الجمهوريين ومعسكر الرئيس جورج بوش، وأيضاً من جانب منافسيه الديموقراطيين الساعين الى كسب موقع "مرشح الحزب الى الرئاسة" الذي تجرى انتخابات تمهيدية لاختياره في ولايات عدة هذا العام. وجاء ذلك بعدما برز كيري المرشح الابرز بين الديموقراطيين اثر فوزه في سلسلة من الانتخابات التمهيدية كان آخرها في سبع ولايات دفعة واحدة الثلثاء الماضي، وحصوله على دعم المرشح المنسحب من السباق ريتشارد غيبهارت الزعيم السابق لكتلة الديموقراطيين في مجلس النواب. وعلى رغم ذلك، تعرض كيري لفضيحة تهدد بالإضرار بصدقيته كمدافع عن حق الفرد في مواجهة اصحاب الامتيازات والمصالح الكبرى، الامر الذي ركز عليه في انتقاده بوش، اذ كشفت وكالة "اسوشييتد برس" عن تلقي كيري مكافآت مادية عبارة عن رشاوى من شركة تأمين كبرى، لقاء خوضه حملة لإعفائها من متوجبات عليها في اطار مشروع لبناء طريق دائري ضخم حول ولاية ماساتشوستس التي يمثلها في مجلس الشيوخ. وأشارت وثائق الى ان كيري حصل من شركة التأمين المذكورة على مبلغ 30 الف دولار استخدمه في تمويل اطلاق حملته الانتخابية للرئاسة، اضافة الى 18 الف دولار موّل بها حملته لانتخابات الكونغرس الاخيرة، الى جانب تمويل سفريات له بالطائرة داخل الولاياتالمتحدة. وفي المقابل، نجح كيري في اعفاء الشركة من دفع نحو 150 مليون دولار متوجبة عليها. وقال تيري هولت الناطق باسم حملة بوش ان هذه القضية تثير شكوكاً في صدقية كلام كيري عن سعيه الى مواجهة اصحاب المصالح الخاصة في واشنطن وتعكس "نفاقاً" في خطابه. وحفزت الفضيحة منافسي كيري الاساسيين في الحزب الديموقراطي: السناتور جون اداوردز والجنرال المتقاعد ويسلي كلارك على تصعيد هجومهما عليه والتشكيك في صدقيته، على ابواب الانتخابات التمهيدية في ولايتي ميشيغان وماين اليوم وغداً. وفي غضون ذلك، اعلن غيبهارت 63 عاماً دعمه لكيري في مهرجان انتخابي في وارن ميشيغان التي تقدم 128 مندوباً للمؤتمر الديموقراطي الذي يختار رسمياً مرشح الحزب في آب اغسطس المقبل. كما حصل كيري على دعم جون بالادسي حاكم ماين. وانسحب غيبهارت الذي ترشح باسم نقابات العمال، من السباق، بعد فشله في ولاية ايوا في 19 كانون الثاني يناير الماضي. ومعلوم ان غيبهارت نائب عن ميسوري حيث فاز كيري في الانتخابات التمهيدية الثلثاء الماضي. واعتبرت دونا برازيل التي قادت حملة آل غور الرئاسية عام 2000 أن "سببين يجعلان من مسألة دعم غيبهارت مهمة: الاول، ان غيبهارت مسموع الكلمة في اوساط العمال، وميشيغان ولاية صناعية مهمة حيث تضطلع النقابات بدور مهم. والثاني، ان غيبهارت يحظى بالاحترام في الحزب. وقد يكون مرشحاً محتملاً لمنصب نائب الرئيس".