يتطلع مدرب المنتخب التونسي، الفرنسي روجيه لومير، بعيداً عن إنجاح مهمة الثأر لنفسه ولبلاده من إخفاق منتخب "الديوك" أمام السنغال بخسارته صفر-1 في الدور الأول لنهائيات مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، إلى تأكيد مشوار تونس الناجح في نهائيات كأس الأمم الأفريقية الحالية على حساب "منتخب الأفيال" ذاته والذي يواجهه اليوم، وضمان مواصلة "أبناء قرطاج" الطريق نحو إحراز تونس اللقب القاري الأول في تاريخها وضمان تواجد حشد جماهيري كبير حتى المباراة النهائية. والأكيد أن المهمة الجديدة للومير لن تكون سهلة أمام منتخب سنغالي يطمح بدوره في تأكيد نتائجه في الأعوام الأخيرة والتي قادته إلى المباراة النهائية للمسابقة القارية عام 2002 في مالي وإلى ربع نهائي المونديال في العام ذاته للمرة الأولى في تاريخه وفي أول مشاركة له. وتعتبر المباراة أول اختبار حقيقي للمنتخب التونسي في النهائيات وهو مدعو إلى تقديم عرض جيد يعوض به أداءه غير المقنع في الدور الأول أمام منتخبات رواندا والكونغو الديموقراطية وغينيا. واستجمع المنتخب التونسي قواه في الأيام الأربعة الأخيرة، وأعد العدة جيداً لمواجهة السنغال التي لم تقدم بدورها العروض المنتظرة منها بعدما تعادلت سلباً مع بوركينا فاسو في المباراة الأولى، ثم تغلبت على كينيا المتواضعة 3-صفر، قبل أن تنتزع تعادلاً إيجابيا 1-1 من مالي وإيجاباً 1-1 مع مالي وفازت على كينيا المتواضعة 3-صفر، وبدت عادية تماماً وفي متناول أي منتخب. يذكر أن مدافع السنغال فرديناند كولي برر العروض المخيبة لمنتخب بلاده بالقول: "ندفع حالياً من نجاحاتها في الأعوام الأخيرة وخصوصاً مونديال 2002. الأكيد أن الأمور لا تسير مثلما نريد وكل المنتخبات ترغب في هزمنا ما يصعب مهمتنا". ويعول المنتخب التونسي على ثنائي خط الهجوم زياد الجزيري والبرازيلي الأصل سيلفا دوس سانتوس لهز شباك حارس مرمى السنغال كوني سيلفا. ولا يزال الجهاز الفني لتونس حائراً في شأن إشراك مدافع آياكس آمستردام الهولندي حاتم الطرابلسي منذ البداية أو الاحتفاظ به كورقة رابحة بعدما عاد الفضل إليه في تسجيل الأهداف الحاسمة حتى الآن. في المقابل، تعاني السنغال الأمرين في خط الهجوم بسبب غياب صانع ألعابها خليلو فاديغا بسبب الإصابة وابتعاد نجمها الحجي ضيوف عن مستواه الحقيقي، إلا أنها تملك الأسلحة اللازمة في الهجوم في مقدمها الجناح النفاث هنري كامارا الذي يتميز بسرعته ومراوغاته الرائعة، والهداف مامادو نيانغ. وفي المباراة الثانية، تلتقي مالي رابعة النسخة الأخيرة مع غينيا، علماً أن الأولى مرشحة بقوة لتخطي الدور ربع النهائي استناداً إلى العروض الجيدة التي قدمتها في الدور الأول بقيادة هدافها فريديريك كانوتيه صاحب رصيد ثلاثة أهداف حتى الآن ومحمد لامين سيسوكو. في المقابل، يسعى المنتخب الغيني بقيادة أبو بكر تيتي كامارا إلى تأكيد جدارته في التأهل للدور ربع النهائي للمرة الأولى منذ 28 عاماً.