حذر الرئيس السابق لجهاز الأمن العام شاباك كرمي غيلون من احتمال ظهور تنظيم ارهابي يهودي سري جديد لإجهاض أي عملية لإخلاء مستوطنات في قطاع غزة "على غرار ما خطط له التنظيم السابق الذي كشف عنه العام 1984 من تفجير المسجد الأقصى لوقف عملية اخلاء مستوطنة يميت في سيناء". وقال غيلون، الذي كرس سنوات كثيرة من عمله في "شاباك" متقفياً نشاط التنظيمات اليهودية السرية التي تعمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ان احتمال نشوء مثل هذا التنظيم هو "التهديد الحقيقي الحالي" الذي تواجهه اسرائيل. وتابع في حديث الى صحيفة "يديعوت احرونوت" ان التنظيم الذي كشف عنه قبل 18 عاماً خطط فعلاً لتنفيذ عملية تفجير في الحرم القدسي الشريف بهدف نسف عملية السلام بين اسرائيل ومصر والعودة الى حال الحرب بينهما "وهكذا يتم منع اخلاء مستوطنة يميت، ولذا ليس مستبعداً ان يجدد اعضاء التنظيم محاولتهم اليوم للقيام بعمل أو بمخطط مماثل". ويتوقع غيلون ان تتكرر المشاهد التي رافقت اخلاء "يميت" في حال تم اقرار اخلاء المستوطنات في غزة وان يندلع صدام بين المستوطنين وقوات الجيش "ما يحتم رسم حدود لهذا الصدام"، والتشديد على ان أحداً لن يسمح بأن تتجاوز المعارضة للإخلاء الحدود. ويرى غيلون الذي ترأس جهاز "شاباك" إبان حكومة اسحق رابين 1992 - 1995 ان اليمين الاسرائيلي سيصعد احتجاجاته اكثر مما فعل بعد التوقيع على اتفاقات اوسلو، وزاد ان ثمة تطرفاً واستقطاباً في اسرائيل آخذان في الاستفحال وسيتعاظمان اذا تقرر في الحكومة والكنيست اخلاء المستوطنات، متوقعاً ان يلجأ بعض المستوطنين الى "كل الوسائل التي في حوزتهم للتصدي للاخلاء"، فيما معظمهم سيكتفون بالتظاهر واغلاق الطرق. وقال انه يخشى ان يأخذ أفراد القانون بأيديهم ويتصرفوا على هواهم مستعملين الأسلحة "ولا استبعد قيام تنظيمات عسكرية سرية. الحديث هو عن قلائل، لكن ينبغي علينا التعامل معهم"، مقترحاً ان تسند المهمة لعناصر "شاباك" من أجل الدفاع عن الديموقراطية. وقال انه على رغم توقعاته لما سيفعله المستوطنون، الذين سيلقون الدعم من أترابهم في الضفة الغربية، فإنه لا يخشى من ان تؤدي معارضتهم الى افشال الاخلاء "العملية صعبة جداً لكنها ممكنة... واعتقد ان السواد الأعظم من المستوطنين لن يفرطوا بقيام دولة اسرائيل، خصوصاً لجهة احترام اللعبة الديموقراطية".