أكدت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان السلطات السورية ستقوم ب"دراسة دقيقة" لملفات جميع الطلاب الاجانب الراغبين بالانتساب الى المعاهد الشرعية والدينية في البلاد. لكنها نفت وجود طلبات اميركية او اوروبية وراء القرار الذي "اتخذ في ضوء التجربة". وكانت المصادر تشير الى مشاركة عدد من خريجي بعض هذه المعاهد في عمليات ارهابية في دول اخرى. يذكر ان السلطات السورية سلمت 22 مشتبها بهم في تفجيرات استنبول كان بعضهم من طلاب "مجمع ابي النور" أو يدرس فيه. وتردد ان المرشد الديني لمعتقلي غوانتانامو الكابين جيمس يي وزميله المترجم احمد الحلبي المتهم بالتجسس لسورية التي نفت "هذا الادعاء العاري عن الصحة"، وان استشهاديا فلسطينيا وبريطانيا آخر من اصل باكستاني كان ينوي تنفيذ عملية "درسوا في هذه المعاهد". وقالت المصادر السورية: "لن يشمل الاجراء الجديد الطلاب الحاليين، بل الطلاب الجدد، إذ سيخضعون لمزيد من الدراسة الدقيقة قبل قبولهم واعطائهم سندات اقامة رسمية" في البلاد. وكانت "ادارة الهجرة والجوازات" التابعة لوزارة الداخلية رفضت في الاسابيع الاخيرة التجديد السنوي لطلبات الاقامة لجميع الطلاب الاجانب في سورية البالغ عددهم نحو الفي طالب. لكن "قراراً معاكساً" وصل امس الى عدد من هذه المعاهد تضمن "تجديد الاقامات لهؤلاء الطلاب بعد تدخلات وتوضيحات من القيمين عليها". وفي دمشق اربعة معاهد ابرزها "مجمع ابي النور" الذي يرأسه مفتي سورية الشيخ احمد كفتارو ويديره نجله الدكتور صلاح الدين، و"معهد الفتح" الذي يديره مفتي دمشق الشيخ عبدالفتاح البزم، اضافة الى معهدي "الفرقان" و"الزهراء"، وقال ل"الحياة" مصدر في"مجمع ابي النور" ان هذا المركز الذي تأسس العام 1975 يضم نحو خمسة آلاف طالب، بينهم الف من العرب والاجانب ينتمون الى 56 جنسية بينها اميركية وبريطانية واوروبية. وأوضح ان "الطلاب يتعلمون اللغة العربية في السنوات الثلاث الاولى، على ان يكمل من يرغب الدراسات العليا مدة اربع سنوات". وقدر البزم ل"الحياة" عدد الطلاب في معهده ب"المئات من دون الرغبة في اعطاء تفاصيل اضافية وقت الأزمات". وبعد الدراسة الاولية في المعهد يتابع الطلاب دراساتهم التخصصية مدة ثلاث سنوات في اللغة العربية او في الشريعة واحكامها. ونفى مصدر في "الفتح" ان يكون المعهد "فرعا لجامعة الأزهر"، لكنه اوضح: "هناك اتفاق ثقافي مع جامعة الازهر يخول أي طالب ينهي دراسته التخصصية لدينا متابعة دراساته العليا في الازهر".