لاحظ المتتبعون في الآونة الاخيرة لقضايا التعليم في سورية ان ثمة إقبالاً شعبياً على التعليم الديني بكال مستوياته سواء من خلال المدارس الشرعية الرسمية المنتشرة في كل المحافظات السورية او من خلال الاقبال المتزايد على دراسة العلوم الشرعية في المعاهد والكليات، اذ كان لجملة التطورات التي شهدها العالم منذ نهاية الثمانينات دور كبير عند قطاع من الشباب والاهالي بضرورة التحصيل الديني. وبحسب احصاءات وزارة الاوقاف تضاعفت اعداد الطلاب والطالبات في المدارس الشرعية خلال ست سنوات من 5574 طالباً عام 1991 الى 9647 عام 1998، ومن 38 معهداً ومدرسة الى 50. كذلك بلغ عدد الطلبة والطالبات عام 1998 في كلية الشريعة في جامعة دمشق 5886. وفوق ذلك شهدت هذه المعاهد والكليات اقبالاً عليها من بلدان اخرى لتتجاوز في احدى المعاهد 52 جنسية وبنسبة تقدر ب17 في المئة من المجموع العام للطلبة. ومن بين المعاهد الشرعية فان لتجربة "مجمع ابو النور الاسلامي" الكائن في دمشق وهو فرع للجامعة الاسلامية في ام درمان، خصوصية تكمن في الاقبال المتزايد على التعلم فيه لما يقدمه لطلابه ذكور واناث من خدمات تتعلق بالتعليم والطعام والاقامة والرعاية الصحية كذلك فان لاشراف مفتي الجمهورية الشيخ احمد كفتارو دوراً في اعطاء هذه الخصوصية للمجمع. ومن بين هذه المعاهد ايضاً "معهد الفتح الاسلامي" الذي يشكل فرعاً لجامعة الازهر في دمشق ويديره مفتي دمشق عبدالفتاح البزم. تتم الدراسة في هذا المعهد كما قال لنا مديره عضو المجلس العالمي للدعوة الاسلامية محمود احمد كفتارو، عبر مراحل اولها الدراسات الشرعية الاعدادية والثانوية وموتها ست سنوات، تمثل المرحلة الثانية الدراسات الجامعية الاسلامية واخيراً مرحلة الدراسات العليا. ويوجد في المجمع معهد تأهيلي لتعليم اللغة العربية، لمدة سنتين لتأهيل طلبة العلوم الشرعية لغير الناطقين بها. وبلغ عدد الطلاب في هذا المعهد عام 1998 ما يقارب 218 طالباً من 34 جنسية. يقول مدير المعهد ومفتي مدينة دمشق: "المعهد هو فرع جامعة الازهر بدمشق، يتألف من ثلاثة اقسام، قسم معهد الذكور في جامع بلال وقسم الاناث بجامع ابو ايوب الانصاري وهناك قسم التخصص. ومدة الدراسة تبلغ ست سنوات في المرحلة الاولى. اما قسم التخصص فأقرب ما يكون الى مرحلة جامعية فيه ثلاث شعب: اللغة العربية، اصول الدين والشريعة. ويستطيع الطالب الالتحاق بالازهر بعد انهاء هذه المرحلة. ويضم المعهد في اقسامه نحو 5000 طالب وطالبة يتوزعون على مختلف المراحل.