أكد رالف نادر، زعيم حزب الخضر الاميركي والمرشح الرئاسي السابق أمس أنه لن يتراجع عن قراره خوض الانتخابات الرئاسية مجدداً كمرشح مستقل، على رغم دعوات تلقاها من قيادات الحزب الديموقراطي بالتراجع، خوفاً من أن تؤدي خطوته الى تسهيل إعادة انتخاب الرئيس الجمهوري جورج بوش. وأثارت خطوة نادر، وهو لبناني الاصل، قلقاً في أوساط الديموقراطيين، الذين يعتبرون ان الناشط في مجال حقوق المستهلك مسؤول عن هزيمة مرشحهم آل غور أمام بوش في انتخابات العام 2000. وقال نادر في مقابلة مع شبكة تلفزيون "اي بي سي" أمس انه لن يتراجع عن ترشيح نفسه حتى لو تقاربت فرص بوش والمرشح الديموقراطي عشية الانتخابات كما حدث قبل أقل من اربع سنوات. واعتبر ان ترشيحه سيضر بالرئيس بوش وليس بالمرشح الديموقراطي في حال تقاربت النتائج. وأكد انه سيهاجم بوش مستقبلاً "كما لا يستطيع أي مرشح ديموقراطي ان يهاجمه... لأنهم حذرون جداً ويفتقرون الى الخيال الخلاق، لكنهم سيستفيدون من نقاط ضعف بوش التي سنكشفها في سياق حملتنا ضده". ورفض نادر اتهامه ب"التخريب"، مؤكداً أن التهمة "تأتي من جانب الذين لا يريدون للأميركيين ان يكون لهم خيار آخر". ووصف واشنطن بأنها "أراض محتلة" للشركات المتنفذة وجماعات الضغط السياسي "التي لا تهمها مصلحة الاميركيين العاديين". وأشار الى انه من الضروري "اعطاء نحو 100 مليون اميركي لا يصوتون خيارات أخرى تحثهم على المشاركة بدل أن يبقوا متفرجين". وسيركز نادر حملته على مشاكل التأمين الصحي ومحاربة الفقر ومعالجة المشاكل البيئية. وأكد أنه قادر على جمع تبرعات لحملته بقيمة 8 ملايين دولار من خلال شبكة الانترنت، على غرار ما فعل المرشح هوارد دين الذي انسحب من السباق بعدما انفق 40 مليون دولار. وأعرب تيري ماكوليف، رئيس لجنة الحزب الديموقراطي عن أسفه ازاء قرار نادر خوض الانتخابات. واعتبر ان ذلك قد يمنح بوش أربع سنوات اخرى في البيت الابيض. وحصل نادر العام 2000 على 2.7 في المئة من أصوات الناخبين أكثر من مليوني صوت، مما حرم غور من فوز محقق على بوش الذي تفوق بفارق حوالى 500 صوت في ولاية فلوريدا. وفي حال قرر نادر خوض الانتخابات، سيواجه صعوبة كبيرة في ادراج اسمه على لوائح المرشحين الرئاسيين في 50 ولاية بسبب حاجته الى جمع تواقيع من ما مجموعه 700 ألف ناخب. وظهر اسم نادر 70 عاماً، على لائحة المرشحين في 43 ولاية العام 2000، وكان من الممكن لآل غور ان يفوز في الانتخابات الرئاسية لو كان حصل على جزء من اصوات نادر في تلك الولاية. وأظهرت استطلاعات حينذاك أن 47 في المئة من الذين أعطوا أصواتهم لنادر كانوا سيصوتون لغور، في مقابل 21 في المئة قالوا إنهم كانوا سيصوتون لبوش و30 في المئة قالوا انهم ما كانوا صوتوا على الاطلاق. وامتنع أركان حملتي المرشح المتقدم جون كيري ومنافسه جون ادواردز عن التعليق على قرار نادر الذي أظهر استطلاع أجرته شبكة "فوكس نيوز" أنه سيحصل، في حال جرت الانتخابات اليوم، على 4 في المئة من الاصوات.