مع إصرار الإدارة الأميركية على اعتقال زعيمي "القاعدة" و"طالبان" أسامة بن لادن والملا محمد عمر قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، صدر كتاب جديد تحت عنوان "حروب رامسفيلد" عن دار "ريغنيري" للنشر من تأليف المراسل الحربي لدى صحيفة "واشنطن بوست" روان سكاربوف. ويروي الكتاب كيف صمّم وزير الدفاع دونالد رامسفيلد على القضاء على "الإرهابيين والإرهاب" والتغييرات التي أدخلها على الجيش لتحقيق هدفه. واستهلّ سكاربوف روايته واصفاً كيفية دخول رامسفيلد إلى غرفة محصنة ملأتها شاشات الفيديو وتحدّث مع الرّئيس الأميركي جورج بوش إثر تعرّض وزارة الدفاع الأميركية بنتاغون للهجوم في 11 أيلول سبتمبر 2001. وقال رامسفيلد: "هذا ليس عملاً إجرامياً، إنه حرب". ورأى المؤلف أن إعلان رامسفيلد الفوري وغير المسبوق للحرب، نقل الولاياتالمتحدة من عهد إدارة الرئيس بيل كلينتون التي اعتبرت الإرهاب جريمة، إلى عهد بوش الذي اعتبره "عدواً عالمياً لا بدّ من تدميره". وسارع رامسفيلد إلى عرض وجهة نظره خلال اجتماع ضم أركان الوزارة. وقال إنها ستكون "حرباً عالمية". وخطّط لمنح قوات العمليات الخاصة سلطات لم يسبق لها مثيل لقتل الإرهابيين. وروى الكتاب كيف كلّف وزير الدفاع الجنرال تومي فرانكس إعداد خطة حرب للقضاء على نظام "طالبان" في أفغانستان حيث تعمل "القاعدة"، وكيف استدعى مدير العمليات الخاصة الجنرال تشارلز هولاند لإعداد مسودة حرب أوسع على الإرهاب. ووضع رامسفيلد قائمة أورد فيها: اليمن والقرن الأفريقي والفيليبين. ولفت سكاربوف إلى أن التخطيط للحرب على العراق بدأ مع مباشرة الحكومة الانتقالية في أفغانستان العمل مع حلول شهر حزيران يونيو 2002، مشيراً إلى أن فكرة تعقب الإرهابيين لم تستحوذ رامسفيلد فأطلع دوغلاس فايث وكيل وزارة الدفاع للشؤون السياسية على عدم ارتياحه لها. وقال في مذكرة سرية في 20 حزيران من ذلك العام: "أعتقد بأننا في حاجة إلى بطاقة بنتائج الحرب العالمية على الإرهاب". ثم أرسل مذكرة أخرى إلى فايث يسأله كيفية تنظيم البنتاغون للمطاردة، معترفاً بعدم جاهزية وزارته لذلك.