سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجولة الثامنة من المفاوضات التجارية تبدأ اليوم في واشنطن . وزير المال المغربي ل"الحياة": نسعى الى "اتفاق مرغوب" وليس الى "اتفاق مفروض" مع الولايات المتحدة
قال وزير المال المغربي فتح الله ولعلو ل"الحياة"عشية بدء الجولة الثامنة للمفاوضات التجارية المغربية - الاميركية في واشنطن ان بلاده"تريد اتفاقاً تجارياً مرغوباً وليس مفروضاً مع الولاياتالمتحدة". وشدد على ان الاتفاق"سيفتح آفاقاً كبيرة امام الاقتصاد المغربي وسيؤدي الى اجتذاب المزيد من الاستثمارات الاميركية والتحول الى قاعدة تصدير باتجاه اسواق اوروبا والشرق الاوسط". قالت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان جولة ثامنة جديدة من المفاوضات الاميركية - المغربية ستبدأ في واشنطن اليوم لمواصلة البحث في موضوع القطاع الزراعي الذي كان من الاسباب المباشرة لارجاء توقيع اتفاق المنطقة التجارية الحرة بين البلدين. واشارت المصادر الى ان تقدماً ملموساً تحقق منذ الجولة الاخيرة وان النقط العالقة بين الجانبين تتناول صادرات القمح الاميركي والمخاوف من اكتساح السوق المحلية والحاق الضرر بالمزارعين الذين يشكلون نسبة 40 في المئة من قوى العمل في المغرب. وكان المغرب طالب في الجولة الماضية باستثناء تحرير صادرات الحبوب حتى سنة 2015. وقال وزير المال فتح الله ولعلو ل"الحياة"ان اتفاق المنطقة الحرة مع الولاياتالمتحدة"سيفتح آفاقاً كبيرة امام الاقتصاد المغربي وسيؤدي الى اجتذاب المزيد من الاستثمارات الاميركية والتحول الى قاعدة تصدير باتجاه اسواق اوروبا والشرق الاوسط". واكد الوزير المغربي ان بلاده تسعى"الى اتفاق مرغوب فيه وليس الى اتفاق مفروض"في اشارة الى ازدياد نسبة معارضة الاتفاق من قبل منظمات المجتمع المدني في الشقين الزراعي والصيدلي. وقال ولعلو"ما يهمنا هو تطوير الجاذبية من اجل اجتذاب الاستثمارات الاميركية على اعتبار ان المغرب بلد غير نفطي لكن له القدرة على القيام بالاصلاحات الاقتصادية والتحديث على رغم ضيق سوقه... وهذا امر يُدركه الاميركيون". وحسب مصادر مغربية حكومية"باتت الرباط في حاجة الى القاطرة الاميركية لان القاطرة الاوروبية بدأت تشيخ"وهي اعتبرت ان من الافضل توقيع اتفاقين للتجارة الحرة مع الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة ودول اعلان اغادير عوض الارتماء كلياً في احضان الاتحاد الذي سيتوسع شرقاً في ايار مايو المقبل بانضمام 10 دول. وكان الخبير الاقتصادي الاميركي الحائز على جائزة نوبل جوزيف ستغلينز قال في محاضرات في الدار البيضاء الاسبوع الماضي"ان اتفاق المنطقة التجارية الحرة قد تكون له مضاعفات سلبية على الاقتصاد المغربي كما حدث مع المكسيك في شأن المنتجات الزراعية بسبب قوة الانتاج الاميركي والدعم الذي يحصل عليه المزارعون الكبار". وشدد ستغلينز، الذي شغل منصب كبير الاقتصاديين في البنك الدولي، على ان اتفاق التبادل الحر لا يعني مباشرة فتح الاسواق الاميركية بسبب المعايير الصحية والبيئية المتشددة وسيطرة تجمعات المزارعين الكبار. واعتبر ان المغرب يملك مؤهلات طبيعية وبشرية وتشفع له مكانته الجغرافية في قربه من الاسواق الاوروبية الغنية التي ستركز عليها الشركات الاميركية. وتطالب منظمات المجتمع المدني بعدم التسرع في توقيع الاتفاق مع الولاياتالمتحدة والتوصل الى صيغة مقبولة في شأن الملف الزراعي وحقوق الاختراع وسرية المعلومات الصيدلية والاستثناء الثقافي. وتعيب تلك الجمعيات على الطابع السري للمفاوضات وعدم اطلاع الرأي العام على تفاصيلها. وتعتقد الحكومة ان الاتفاق مع واشنطن يتضمن نقاطاً ايجابية كثيرة اقتصادية وسياسية وتجارية وان بعض مطالب جمعيات المجتمع المدني تتم بايعاز من نشطاء اوروبيين خصوصاً ما يتعلق منها بدعم الاعلام والانتاج السينمائي والثقافي. وقالت المصادر الحكومية ان المبادلات التجارية مع الولاياتالمتحدة تُقدر بنحو 4 في المئة من تجارة المغرب الخارجية مقابل 70 في المئة مع الاتحاد الاوروبي الذي يبدي بعض دوله قلقاً من قدوم الشركات الاميركية الى شمال افريقيا. وتحقق التجارة البينية مع الولاياتالمتحدة عجزاً يُقدر بنحو 350 مليون دولار من اصل بليون دولار قيمة المبادلات بين الدولتين المرتبطتين باتفاق تجاري يعود الى القرن الثامن عشر. يُذكر ان المفاوضات الاميركية المغربية انطلقت العام الماضي وغطت نحو 12 قطاعاً تم تسجيل اتفاق في شأنها، وتتوقع الجهات الرسمية الانتهاء من المفاوضات الاسبوع الجاري على ان يتم التوقيع رسمياً على الاتفاق في الربيع المقبل وفي حضور الملك محمد السادس والرئيس جورج بوش. ويمهد الاتفاق مع المغرب لابرام اتفاقات مماثلة مع دول اخرى في المنطقة هي البحرين وتونس ومصر ضمن صيغة الشرق الاوسط الجديد الممتد من المحيط الاطلسي الى جبال افغانستان.