يتوقع ان يعلن زعيم حزب الخضر الأميركي والمرشح الرئاسي السابق رالف نادر اليوم عزمه خوض الانتخابات الرئاسية كمرشح مستقل، في خطوة أثارت موجة رعب في اوساط الحزب الديموقراطي الذي يعتبر نادر مسؤولاً عن هزيمة مرشحه آل غور في مواجهة جورج بوش عام 2000. وحصل نادر، وهو لبناني الأصل، على 2.7 في المئة من اصوات الناخبين الديموقراطيين اكثر من مليوني صوت في الانتخابات الرئاسية السابقة، ما حرم غور من فوز محقق على بوش الذي تفوق بفارق 500 صوت في ولاية فلوريدا. وسيعلن نادر، وهو أبرز المدافعين عن حقوق المستهلك في اميركا، قراره النهائي في مقابلة اليوم يجريها معه الاعلامي تيم راسيرت من شبكة تلفزيون "ان بي سي"، والذي كان اجرى الاسبوع الماضي مقابلة نادرة مع الرئيس الأميركي. وفي حال قرر خوض الانتخابات، يواجه صعوبة كبيرة في ادراج اسمه على لوائح المرشحين الرئاسيين في 50 ولاية بسبب حاجته الى جمع تواقيع آلاف الناخبين في كل ولاية. واعتبر دان ستروثر، خبير الشؤون الاستراتيجية في الحزب الديموقراطي، ان نادر "مهووس بالسلطة" وان ترشحه كمستقل "سيكون له التأثير نفسه الذي احدثه المرة السابقة سيمنح الرئاسة لجورج بوش". وقال رئيس اللجنة الوطنية الديموقراطية تيري مكوليف انه التقى نادر مرات عدة ورجاه عدم خوض الانتخابات تفادياً لسحبه جزء من اصوات الديموقراطيين على حساب المرشح الديموقراطي. وقال: "لا أريد ان يكون ارث نادر انه اعطى بوش ثماني سنوات في البيت الأبيض". ودعاه الى الانضمام الى حملة الديموقراطيين لمساعدتهم على الفوز. وأمضى نادر، 70 عاماً، شهوراً عدة في جمع التبرعات لحملته التي تستهدف طرح اجندة ليبرالية تقدمية على رغم محاولات الديموقراطيين ثنيه عن ذلك. ووضع الحزب الديموقراطي في احد مواقعه الالكترونية على انترنت اعلاناً يقول لنادر: "أرجوك لا ترشح نفسك". وظهر اسم نادر على لائحة المرشحين في 43 ولاية عام 2000، وكان من الممكن لآل غور ان يفوز في الانتخابات الرئاسية لو حصل على جزء من اصوات نادر الذي كاد يتسبب أيضاً في خسارة غور ست ولايات هي آيوا ومين ومينيسوتا ونيومكسيكو واوريغون وويسكونسن حيث فاز غور بفارق ضئيل. ويرفض نادر الاتهامات بأنه "مرشح تخريبي"، مؤكداً ان الجزء الأكبر من مؤيديه ما كانوا سيصوتون للمرشح الديموقراطي على أي حال، على رغم ان استطلاعات الرأي في حينه اظهرت ان 47 في المئة من الذين اعطوا اصواتهم لنادر كانوا سيصوتون لغور في مقابل 21 في المئة قالوا انهم كانوا سيصوتون لبوش و30 في المئة قالوا انهم ما كانوا صوتوا على الاطلاق. وامتنع اركان حملتي المرشح المتقدم جون كيري ومنافسه جون ادواردز عن التعليق على قرار نادر. ويحتاج المرشح المستقل في الانتخابات الرئاسية الى 700 ألف توقيع لخوضها في 50 ولاية وهو ما يحتاج الى تمويل كبير. وجمع نادر حوالى 100 ألف دولار حتى نهاية العام الماضي. وأجرت شبكة "فوكس نيوز" استطلاعاً للرأي امس اظهر انه في حال رشح نادر نفسه وأجريت الانتخابات اليوم، فسيحصل على أربعة في المئة من الاصوات في مقابل 48 في المئة لبوش و43 في المئة لكيري.