"ما أحسن هذا النحو الذي قد نحوت"، هذه جملة الإمام علي رضي الله عنه لأبي الأسود الدؤلي، والتي جاءت منها كلمة "النحو"، أي قواعد اللغة العربية. وللحديث عن نشأة النحو العربي، أصدر الباحث كريم مرزة الاسدي دراسة تحت العنوان نفسه دار الحصاد، دمشق، 2004 ويقول فيها: "أقر العلماء تسمية قواعد اللغة العربية باسم: النحو، استبقاء لكلمة الإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه، لكن النهضة النحوية قامت في البصرة قبل الكوفة، وذلك لأنها مرفأ بحري اختلطت فيه الألسنة وفشى فيه اللحن، بينما كانت الكوفة ثغراً من ثغور البادية العربية، منشغلة برواية الشعر العربي وأخبار ايام العرب، فاستلم زمام الامر بعد أبي الاسود الدؤلي بن معدان الفيل، ونصر الليثي، ويحيى العدوان". ويعقد الاسدي مقارنة بين مدرستي البصرة والكوفة، موضحاً ان "الكوفيين اكثر التزاماً بإرث اجدادهم"، بل انهم اشدهم لما ورد على ألسنة رواة العرب وشعرائهم من البصريين الذين لم يركنوا الى عواطفهم فكانوا اكثر تنظيماً وأسهل قواعد وأميل الى روح التعليم. وعلى رغم ذلك سيطرت المدرسة البغدادية على المدرستين في القرن الرابع الهجري. ويتميز الكتاب بمنهجيته الواضحة القائمة على الرصد والتدقيق في المصطلحات النقدية واللغوية. يقع الكتاب في 205 صفحات من القطع المتوسط.