انتهت أمس الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر "قضايا الاصلاح العربي... الرؤية والتنفيذ" المقرر عقده من 12 الى 14 آذار مارس المقبل، في اطار الرد على مساع اميركية واوروبية لإحداث تغييرات سياسية في الدول العربية، والتي وصفها الامين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى امس بانها "ناقصة". وقال موسى، ردا على اسئلة الصحافيين عن المبادرات الاميركية والاوروبية للاصلاح في الشرق الاوسط: "السماء تمطر مبادرات وكأن الشرق الاوسط سيكون حقل تجارب، لكن المبادرات المطروحة ناقصة". واضاف انه "مع اهتمامنا وتسليمنا وقبولنا بالديموقراطية وحقوق الانسان الا ان هذا جناح واحد. فالاستقرار في المنطقة يتطلب حل مشاكلها وعلى رأسها النزاع العربي-الاسرائيلي"، معلنا انه "لا يمكن القبول بالمعايير المزدوجة في موضوع اسلحة الدمار الشامل"، في اشارة الى الترسانة النووية الاسرائيلية. واوضح موسى ان الدول العربية لم تتبلغ رسميا المبادرة الاميركية عن "الشرق الاوسط الكبير"، وانتقد "عدم التشاور" مع الدول العربية بهذا الشان. وقال: "يجب ان يستمعوا الاميركيون الينا حتى نستمع اليهم"، واعتبر ان "لا فرصة" لتطبيق اي مبادرات لا تناقش مع الاطراف المعنية. الاجتماعات التحضيرية من جهة اخرى، قدم الدكتور اسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الاسكندرية، حيث عقدت اجتماعات تحضيرية ل"مؤتمر قضايا الاصلاح العربي" والتي استمرت يومين في حضور 150 باحثاً مصرياً، ورقة عمل أولية جاء فيها "أن قضية الاصلاح العربي قضية ملحة"، لكنه اشار الى مخاوف من أن تكون الاجراءات الاصلاحية مفروضة من جهات أجنبية لخدمة مصالحها، مشدداً على ضرورة ان ينبع الاصلاح من داخل المجتمع العربي نفسه. وطرحت في الاجتماعات محاور عدة لعل اهمها، محور الاصلاح السياسي والديموقراطي ودور المجتمع المدني، ومحاولة الدول العربية بلورة سبل تطوير حقيقية للشراكة وتفعيل المؤسسات الديموقراطية. ولاحظ المشاركون أن الاصلاح السياسي يتجه عموماً نحو التركيز على الانتخابات والتمثيل السياسي وفاعلية الأحزاب السياسية، وعلى دور الإعلام والعلاقة بين أجهزة الدولة المختلفة، ولكن هناك الكثير من الاسئلة الشائكة التي رأى الحاضرون ضرورة مواجهتها مثل تحديد فترة الحكم والدور الصحيح للدين في الحياة السياسية ومشاركة المرأة والأقليات بصورة أكبر في الحياة السياسية.