تستعد مجموعة "دلة البركة" السعودية للتوقيع على عقد مع وزارة السياحة المغربية لإنجاز مشروع تهيئة خليج تغازولت السياحي على مساحة 685 هكتاراً في ضواحي مدينة اغادير جنوب المغرب. وقالت مصادر مغربية انه تم اختيار المجموعة السعودية ضمن مناقصة شاركت فيها مجموعة "بكتل" الاميركية التي تحالفت مع شركة "اليانس" المغربية للفوز بالصفقة، التي تستهدف انجاز البنى التحتية الاساسية من طرق وكهرباء وماء، ودعوة مستثمرين محتملين الى انشاء قرى وفنادق سياحية بجوار مدينة اغادير التي تستحوذ على 35 في المئة من مجموع السياحة الدولية الوافدة لا سيما الالمانية منها. واشارت المصادر الى ان الشركة الاميركية - المغربية لم تلتزم تعهداتها مع الحكومة المغربية بشأن مواعيد الدراسات وطريقة التمويل ما دفع المغرب الى استدعاء مجموعة "دلة البركة" الى استكمال المشروع الذي يشكل واحداً من ثلاث مناطق للتهيئة العمرانية السياحية على مساحة 1085 هكتاراً تقدر قيمتها بنحو 700 مليون دولار، على ان تحصل وزارة السياحة على دعم اضافي من "صندوق الحسن الثاني للتنمية" بقيمة 50 مليون دولار في منطقة تغازولت. ويشمل برنامج التهيئة اقامة محطتين للسياحة في كل من خميس الساحل قرب العرائش على المحيط الاطلسي شمال المغرب، واخرى في السعيدية على البحر الابيض المتوسط قرب الحدود الجزائرية استعداداً لاحتمال فتح الحدود بين البلدين مستقبلاً. واستناداً الى مصادر مغربية تمثل مجموعة "دلة البركة" شريكاً مثالياً لإنجاز المشروع الذي يستهدف جلب استثمارات محلية واجنبية تفوق قيمتها عشرة بلايين درهم نحو بليون دولار. ويسعى المغرب الى انجاز 30 ألف سرير جديد قبل حلول سنة 2004 في تلك المحطات، نصفها في تغازولت التي قد تصبح احدى اكبر المناطق السياحية الاطلسية في شمال افريقيا بفضل شواطئها الجميلة التي تمتد عشرات الكيلومترات، وتعتبر من انقى الشواطئ المغربية مع قدرتها على استضافة سياحة مسابقات الشراعات واليخوت. وكانت منطقة تغازولت اسم بربري يعني الغزالة محط اهتمام السياح الاوروبيين الذين يجلبون سياراتهم رباعية الدفع ويقيمون في المنطقة بعيداً عن صخب المدينة التي تشهد فنادقها حالة حجز فائق اغلب فصول السنة. وكانت مجموعة "دلة البركة" السعودية التي تنشط في قطاع الصيد البحري اعلنت انها تنوي القيام باستثمارات تناهز 400 مليون دولار في المغرب اغلبها في السياحة. وقال رئيسها السيد صلاح كامل ان مجموعته ترغب في توسيع تواجدها ليشمل قطاعات جديدة مثل الاعلام والمال والعقار وانها تجري في هذا الصدد اتصالات مع الحكومة المغربية. ووقعت مجموعة "دلة البركة" قبل فترة اتفاقاً مبدئياً لتنفيذ مشاريع في المغرب يشمل بناء مجمع سياحي من خمس نجوم في مدينة اغادير مخصص للسياحة الاستشفائية البحرية، وآخر في مدينة طنجة على البحر الابيض المتوسط على مساحة 40 هكتاراً، ومجمعاً سياحياً ثالثاً في مدينة الصويرة التاريخية على المحيط الاطلسي. وقال وزير السياحة حسن الصبار ل"الحياة" ان المغرب يرحب باستثمار مجموعة "دلة البركة" التي تولي ثقتها لمستقبل السياحة المغربية. واشار الى ان الحكومة تعمل كل ما في وسعها لتمكين المجموعة السعودية من انجاز مشاريعها في المغرب ضمن المواعيد والشروط الملتزم بها، بما في ذلك الامتيازات الضريبية. وتملك مجموعة "دلة البركة" مشاريع تتعلق بمنتجات الصيد البحري في منطقة طان طان جنوب المغرب لإنتاج مادة دقيق السمك المصدّر الى اليابان. وهي تستعد كذلك للدخول الى حقل الاعلام من خلال السعي الى تملّك حصص في محطة "تلفزيون دو زيم" في الدار البيضاء التي تملك الدولة فيها 70 في المئة. ويعتقد مراقبون ان حظوظ المجموعة للفوز في مجال الاعلام في المغرب ستكون مرتبطة بمدى نجاحها في حقل السياحة وجلب مستثمرين آخرين الى منطقة اغدير تغازولت التي لا يستبعد المغاربة ان تنشأ فيها قناة خاصة بالسياحة الدولية.