قال وزير الاتصال المغربي نبيل بن عبدالله ل"الحياة" ان مجموعة "فاديزا" الاسبانية للبناء فازت بصفقة تجهيز واعداد منطقة سياحية في السعيدية على البحر الابيض المتوسط بكلفة تقارب بليون دولار. وأجرى المغرب مناقصة دولية في شأن المنطقة ضمن مشروع يشمل خمس مناطق سياحية على امتداد شواطئ المغرب تزيد كلفة تطويرها على خمسة بلايين دولار وتهدف الى مضاعفة حجم الطاقة الايوائية للفنادق المغربية. وستستثمر الشركة الاسبانية مبالغ تزيد على تسعة بلايين درهم على مدى خمس سنوات منها بليون درهم لتهيئة البنى التحتية للمحطة السياحية و2.7 بليون درهم لبناء فندقين وثلاثة ملاعب للغولف. وسيخصص مبلغ 5.5 بليون درهم لدعوة مستثمرين اجانب الى اقامة وحدات فندقية في المنطقة غير البعيدة عن الحدود الجزائرية والتي تعرف باسم المخطط الازرق. وقالت مصادر حكومية في اتصال مع "الحياة" ان الاتفاق الموقع مع الشركة الاسبانية والذي اشرف عليه الملك محمد السادس شخصياً يهدف الى بناء 30 فندقاً من احجام مختلفة بسعة 16 ألف غرفة واستراحات بحرية بواقع 12 ألف سرير وملاعب للغولف ومرفأ لليخوت. وأضافت انه ينتظر ان تنطلق الاشغال في الربع الاخير من سنة 2004 على ان تكون محطة السعيدية السياحية جاهزة قبل سنة 2010، وهو التاريخ الذي يخطط فيه المغرب لاستقبال عشرة ملايين سائح ويسعى الى احتضان نهائيات كأس العالم لكرة القدم. وتراهن الحكومة المغربية على توفير 48 الف منصب عمل مباشر وغير مباشر في المشروع الذي سيدر على المنطقة ايرادات سنوية تقدر بنحو 470 مليون دولار. وكانت تلك المنطقة الحدودية تضررت من اغلاق الحدود الجزائرية المغربية وتراجع السياحة التي تشكل احد مصادر الدخل المحلي في المنطقة التي تعرف بشواطئها الممتدة عشرات الكيلومترات. واضافت المصادر الحكومية انه ينتظر ان يوقع المغرب قريباً على اتفاق مماثل مع شركة "توما ايه بيرون" البلجيكية لانجاز محطة سياحية في مدينة موغادور على المحيط الاطلسي تشمل 8700 غرفة وميناء ترفيهياً. وتعرف المدينة التي كانت تقطنها جالية كبيرة من اليهود نزح معظمهم الى اسرائيل، بمهرجانات موسيقية ويزورها سنوياً كبار النجوم والمشاهير من عالم السينما والموسيقى وبعضهم تملك منازل في المدينة التي لعبت دوراً في التجارة البحرية بين شمال غرب افريقيا والولايات المتحدة في القرن الثامن عشر تاريخ اعتراف المغرب بالدولة الاميركية الجديدة. وقالت المصادر الحكومية ل"الحياة" ان السياحة الدولية نحو المغرب لم تتضرر كثيراً من الحرب في العراق والهجمات الارهابية في الدار البيضاء وتراجع الاقتصاد العالمي، اذ خسرت السياحة اقل من اثنين في المئة من تدفق السياحة الدولية وعوضتها بالسياحة المحلية في اطار برنامج "كنوز بلادي". وسيستثمر المغرب عبر شركات دولية ومحلية مبالغ تزيد على خمسة بلايين دولار في مسعى لزيادة مساهمة القطاع السياحي في اجمالي الناتج المحلي الى نحو 10 في المئة من 6,6 في المئة حالياً، مع امكانية توظيف قطاع السياحة قرابة 1,5 مليون شخص.