ألمح الرئيس العام لرعاية الشباب في السعودية الأمير سلطان بن فهد بعد حضوره قرعة دور ال16 من مسابقة كأس ولي العهد السعودي، الى احتمال اللجوء الى الاستعانة بحكام من خارج المملكة لإدارة مباريات المسابقات المحلية... وأوضح أن ثقته "كبيرة في حكامنا المحليين، واذا استعنا بحكام اجانب فلن يكون أمراً جديداً لأن كل الدول تستعين بهم شأنهم في ذلك شأن المدربين واللاعبين". ونفى الأمير سلطان بن فهد ان يكون هناك دراسة في شأن الاكتفاء بلاعب اجنبي واحد في الموسم المقبل، لأن "هدفنا هو مصلحة انديتنا التي تشارك غالبيتها في بطولات خارجية". ولم ينكر المسؤول الاول عن الرياضة السعودية وجود ضائقة مالية في الاندية، لكنه اوضح ان الازمات المالية تهدد الكثير من الاندية العالمية أيضاً "هناك اجتماعات مستمرة مع وزير المال بخصوص هذا الموضوع ووعدني خيراً". وكانت القرعة التي سحبت أول من أمس، وزعت الفرق المشاركة التي تمثل فرق الدرجة الممتازة وبعض فرق الدرجة الاولى على اربع مجموعات... فضمت الاولى الاتحاد والاتفاق والخليج والاخدود، والثانية النصر والرياض والفيصلي والطائي، والثالثة القادسية والشعلة والهلال والنهضة، والرابعة الشباب والاهلي والوحدة والنصر. وقام ثلاثة من لاعبي المنتخب السعودي هم محمد نور ومحمد الشلهوب وسعود الخيبري بمعية ثلاثة آخرين من المنتخب الاولمبي هم عبدالله الدوسري وسعد العبود وخالد السلامة بسحب القرعة التي تم نقلها تلفزيونياً على الهواء مباشرة. الليث الأبيض يعيش فريق نادي الشباب الملقب ب"الليث الابيض" حالياً فترة من أحلى فتراته، إذ يسير بخطى ثابتة في مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم طبقاً لما يشتهي محبوه وانصاره. ويخطو الفريق بثقة نحو المربع الذهبي وترسيخ اقدامه في احد المراكز الاربعة التي تفتح له باب المنافسة على لقب البطولة الاقوى والاهم بين المسابقات المحلية. ويحلو للرياضيين تسمية الشباب بالنادي النموذجي، وهو اكتسب هذه الصفة باختلافه عن الكثير من الاندية الاخرى فادارته من بين الادارات التي تطبق الاحتراف بصورة تدعو للاعجاب، وسبق للادارة ان بادرت بالسماح للاعبيها بالانتقال او الاعارة لاندية اخرى متخطية حاجز الانتماء، وهي تدير حالياً فريق كرة القدم بصف من اللاعبين الشبان وهم ناجحون في مساعيهم. وينظر الكثيرون باعجاب الى ان الادارة الشبابية بدأت بالخصخصة قبل ان تقر في شكل رسمي من حيث الاستفادة من المبالغ المالية لانتقالات اللاعبين في الاهتمام بالقاعدة وتفريخ عدد من المواهب الجدد بالاضافة للاستثمار من خلال عمل مشاريع تجارية تعود بالفائدة للنادي لتضمن دخلاً اضافياً يساهم في المساعدة على سد العجز المالي الذي تشتكي منه الاندية وذلك في رؤيا مستقبلية تنم عن وعي وخبرة كبيرين. اما في ما يخص الفريق الاول فإنه يظل الفريق الوحيد بين فرق الدوري الذي يعتمد على مجموعة كبيرة من اللاعبين صغار السن. وهؤلاء اللاعبون يشكلون جل لاعبي المنتخب الاولمبي ومنتخب الشباب، إضافة الى بعض لاعبي الخبرة ما يجعلهم يحافظون على توازن الفريق ويشحذون من همم العناصر الشابة التي هي بحاجة لعامل الثقة. اختلاف ويختلف الشباب ايضاً عن بقية الفرق الاخرى، من حيث الاستقرار على الجهازين الفني والاداري من دون ان يستخدم لغة الاقالات والاستغناءات بعد كل هزة يتعرض لها الفريق. وهذا الاستقرار ساهم في ثبات المستوى والارتقاء بالفريق نحو الافضل من مباراة الى اخرى ومن سابقة الى اخرى وهذا ما انعكس فعلاً على الاداء والنتائج للفريق هذا الموسم والتي اهلته لاحتلال المركز الرابع حتى الآن في سلم الدوري، علماً أن الفرصة مواتية للشبابيين لتحسين مركزهم والمنافسة على المركز الثاني في حال واصل الفريق تسجيل النتائج الايجابية. واذا ما نجح الشبابيون وتأهلوا للمربع الذهبي ونافسوا بقوة على اللقب، فإن ذكريات المجد ل"الليث الابيض ستعود لمطلع التسعينات من القرن الماضي وهو العصر الذهبي للفريق والذي حقق خلاله الكثير من الالقاب المحلية والخليجية والعربية، إضافة الى اللقب الآسيوي والذي اكمل عقد الالقاب والبطولات المتنوعة في عنق الشبابيين. وكان الشباب اول من حقق مسابقه الدوري الممتاز بمسماها الجديد "كأس دوري خادم الحرمين الشريفين" ثلاث مرات متتاليه وبالتالي امتلاكه الكأس للأبد كما حقق بطولة الاندية العربية ابطال الدوري التي اقيمت في قطر وجمعها مع مسابقة الدوري عام 9219 كما جمع ايضاً مسابقة الدوري وكأس ولي العهد9319 واخيراً جمع بين بطولتي النخبة العربية والتي اقيمت في الاردن وكأس الكؤوس الآسيوية التي اقيمت في جدة عام 2000. ويتساءل النقاد: هل تستطيع الكوكبة الحالية من النجوم في إعادة تلك الانجازات التي حققها نجوم كبار مثل فؤاد انور وفهد المهلل وعبدالرحمن الرومي وسعود السمار وخالد الزيد وسالم سرور وسعيد العويران وغيرهم من اللاعبين الذين اعتزل البعض منهم وانتقل البعض الآخر الى أندية اخرى. ويلاحظ ان مسؤولي نادي الشباب وبالاخص الرئيس الأمير خالد بن سعد لم يقفوا مكتوفي الايدي بعد انتهاء مسيرة نجوم الجيل الذهبي، بل اهتمت بالقاعدة المتمثلة في فريقي الشباب والناشئين والبراعم، وهذا على عكس ما يجري في بقيه الفرق الاخرى التي كانت تبحث عن اللاعب الجاهز فنياً لتدعيم صفوفها لا سيما الفرق الكبيرة منها، ونجحت الادارة الشبابية في اعداد فريق قوي لا يقل عن الجبل الذهبي جل لاعبيه هم من اللاعبين الذين يشكلون الركيزة الاساسية للمنتخبات السنية. وهؤلاء اللاعبون بلا شك قادرون على إعادة الليث الابيض الى منصات التتويج في ظل المستويات الكبيرة التي قدمها الفريق حتى الآن.