القادسية... ذلك الحصان الأسود الذي استطاع أن يلفت الانظار اليه من خلال نتائجه المبهرة في الدور الأول من مسابقة دوري كأس خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم وتأهله لمربعها الذهبي للمرة الأولى في تاريخه، سيكون حتماً ضيفاً ثقيلاً على الفرق الثلاث الأخرى لأنه سيسعى إلى تأكيد أن ما وصل اليه لم يكن ضربة حظ أو مجرد صدفة. واذا كانت امنيات مسؤولي القادسية تركزت على البقاء في دوري الأضواء، فان طموحات المدرب التونسي أحمد العجلاني ترتقي إلى حد الفوز باللقب. سيطرت فرق الشباب والاتحاد والاهلي والهلال والنصر والاتفاق على المربع الذهبي للدور السعودي منذ اعتماده دوراً ثانياً للمسابقة في عام 1991... فتأهل اليه الشباب ثلاث مرات متتالية في اعوام 9119 و9219 و9319وهي الحقبة الذهبية للشباب وحقق فيها الالقاب الثلاثة للدوري، وتأهل الاتفاق ثلاث مرات أيضاً... وكان نادراً ما تأهل غير الخمسة الكبار، فالنجمة وصلت اليه مرة واحدة والرياض مثلها فقط. والقادسية الصاعد هذا الموسم من دوري الدرجة الاولى، قدم عروضاً ومستويات ونتائج اذهلت الجميع نافس بها الكبار ووصل الى المربع الذهبي للمرة الاولى واعاد الى الأذهان صولاته وجولاته قبل ان يهبط الى دوري الدرجة الاولى قبل اربع سنوات. فقد عاش هذا الفريق عصره الذهبي مطلع التسعينات من القرن الماضي وحقق خلالها لقبي بطل كأس الاتحاد للاندية الممتازة وكأس ولي العهد تحت اشراف المدرب السعودي الشهير خليل الزياني، وهو اول فريق سعودي يفوز ببطولة الاندية الآسيوية ابطال الكؤوس في عام 9519 تحت اشراف المدرب التشيخي بيفارنيتش. لكنه تقهقر في اواخر التسعينات، وهبط الى دوري المظاليم ثم عاد وهبط مرة اخرى. وقبل ثلاث سنوات، اشرف على تدريبه مدرب الزمالك المصري حالياً البرازيلي كارلوس كابرال الذي أعد قاعدة متينة وقدم مجموعة كبيرة من اللاعبين الى المنتخب السعودي امثال ياسر القحطاني وسعود كريري وعبده حكمي والحقوي وسعيد الودعاني، ثم جاء من بعده المدرب التونسي القدير احمد العجلاني فأكمل المسيرة وصعد بالفريق الى دوري الاضواء. ووقتها أبقته الادارة في منصبه سعياً وراء الاستقرار الفني، وأعلنت أن هدفها هو البقاء في الدوري الممتاز. لكن هدف العجلاني غير المعلن كان اكبر من ذلك بكثير، فطموحه لم يقف عند هذا الحد خصوصاً أنه يملك قدرة توظيف لاعبيه في الشكل الصحيح. فكانت النتيجة أن تجاوز الكبار في الدور الاول من المسابقة ووصل الى المربع الذهبي رافعاً راية التحدي على رغم وعورة الطريق واشتداد حمى المنافسة. وتلقى العجلاني، وهو المدرب العربي الوحيد في الدوري السعودي الممتاز، العديد من العروض عطفاً على النجاحات التي حققها مع القادسية... لكنه لم يحدد وجهته المقبلة حتى الآن وان كانت كل الدلائل تشير الى انه سيبقى مع القادسية موسماً آخر. ويتميز القادسية بانه يملك مجموعة من اللاعبين في مستوى عمري متقارب هو 22 سنة، وهذه المجموعة الشابة تملك الطموح الكافي لتحقيق انجاز جديد لناديها خصوصاً بعد اختيار الكثيرين منهم للمنتخبات السعودية المختلفة ما يشير الى ان الفريق مؤهل لدخول عالم البطولات. ومع ظهور عصر الاحتراف، قدم القادسية الكثيرين من اللاعبين للفرق الكبيرة في المملكة امثال عبدالله الشريدة للهلال، والمدافع الآخر زيد المولد للشباب، والحارس حسين الصادق للاتحاد، والظهير فوزي الشهري للاهلي. ويملك القادسية تاريخاً كبيراً مع نجوم كرة القدم السعودية، فقد تخرج فيه اول هداف للدوري السعودي وهو ناصر عيد الملقب "رالي"، والمهاجم الكبير سعود جاسم وبشير الغول وحمد الدوسري وعبدالله الصغير واحمد البيشي. ويمتاز النادي بانه "يصطاد" المواهب من اندية الدرجة الثانية، فجُل لاعبيه الحاليين من نتاج اكتشاف تلك المواهب، فهو ضم الحارس هاني العويض من نادي الفتح، وزكريا ومشتاق المكلف من العدالة، وصالح القنبر من النجوم، وهاني السالم من الخليج، والصادق من النور.