ان توسيع خريطة كردستان لتبتلع مناطق سورية لا يخدم الأكراد وقضيتهم بتاتاً، بل يزيدها تعقيداً، ويسيء الى صدق الحركة التحررية الكردية في كردستان الحقيقية، الواقعة شرق العراق، داخل دولة ايران الحالية، يضاف إليها منطقة السليمانية الكردية التي ضمت الى العراق بصفقة غير عادلة. وللعلم، ان النخب السورية المثقفة والقوى الوطنية، تؤيد الأكراد وقضاياهم، بقدر ما تبتعد طروحات الأكراد ومطالبهم من الغلو والتطرف. ولهذا نقول: ان ما يطرح ويتردد في وسائل الإعلام الكردية، تحت شعار كردستان الغربية او كردستان سورية، يعتبر محل خلاف مع كل السوريين وطبقاتهم المثقفة. وهذا الطرح المتطرف تفوح منه رائحة الطمع والنفط والظلم، وربما سيجلب الضرر على ابناء البلد كما حدث ويحدث الآن بين العراقيين والأكراد في شمال العراق، في وقت نحن في امس الحاجة الى اللّحمة الوطنية. ولئلا يساء فهمنا، نؤكد ان حصول الأكراد، او السريان، او غيرهم، على حقوقهم الطبيعية غير مرتبط بعدد السنوات التي اقاموا فيها بسورية. بل تتعلق القضية كلها بكيفية حل مسألة التنوع الأقوامي واللغوي والديني. ونأمل من القيادة السورية الحالية ان تعمل على إغلاق هذا الملف الشائك، بحله في شكل سليم وصحيح، وذلك لمصلحة الوطن ومستقبله. وتلافياً لأي نزاع قد يحدث مستقبلاً. فالوطن يسع الجميع وهو ملك للجميع، في حال ترفع ابنائه عن النزعات الانفصالية المتطرفة، وفتح المجال لسير العملية الديموقراطية نحو الأمام، ونبذ اشكال التشدد، الديني او القومي. السويد - شمعون دنحو [email protected]