مع اقتراب موعد نقل السلطة إلى العراقيين، وتكثيف فريق الأممالمتحدة لقاءاته في العراق لتقويم إمكانات اجراء انتخابات عامة قبل 30 حزيران يونيو، كشف تقرير أميركي وثيقة لقيادي في "القاعدة" يطلب من التنظيم مساعدة لإشعال حرب بين السنّة والشيعة قبل آخر حزيران. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أمس أن الفريق سيبقى في العراق أسبوعاً، معرباً عن تفاؤله بمهمته وبتقدمه "في شكل جيد جداً". وزاد أنه يعمل بافتراض التزام موعد نقل السلطة، مكرراً أن المنطمة الدولية ستجد من الصعب رفض ترتيبات مغايرة إذا أجمعت عليها الأطراف المعنية. وتزامنت لقاءات الفريق الدولي مع مقتل جنديين أميركيين وجرح ستة آخرين بانفجار ذخائر كانوا ينقلونها قرب الموصل، في حين قتل عراقي بانفجار قرب كركوك. وأعلن مسؤول عراقي عن خطط لإقامة "حزام أمني حول بغداد والمدن الأخرى" العراقية ل"القضاء على الإرهاب والجريمة". تفاصيل أخرى في الصفحات 2 و3 و4 في غضون ذلك، كشف تقرير صحافي ان قوات "التحالف" في العراق عثرت على وثيقة كتبها الأردني "ابو مصعب الزرقاوي" الذي يعتقد بأنه قيادي في تنظيم "القاعدة"، الى قادته، يقترح فيها مساعدته لإذكاء حرب أهلية بين السنّة والشيعة في البلاد، كما يؤكد فيها تورط التنظيم بالعمليات الانتحارية ضد الأميركيين وحلفائهم. في الوقت ذاته، خصص الجيش الاميركي مكافآت قيمتها 16.5 مليون دولار لمن يقدم معلومات تؤدي الى اعتقال 5 مطلوبين على رأسهم عزة إبراهيم الدوري نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي سابقاً و"الزرقاوي". وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" ان القوات الاميركية عثرت على الوثيقة لدى اعتقال ناشط في "القاعدة"، لم تكشف اسمه، منتصف كانون الثاني يناير الماضي، اثناء استعداده للتوجه الى باكستان. وأشارت الى ان الناشط حمل قرصاً مدمجاً يحوي الوثيقة. وكانت القوات الأميركية أعلنت أخيراً أنها اعتقلت الباكستاني حسن الغول في شمال العراق. وكشفت الصحيفة ان الناشط الذي يعتقد بأنه الغول، كان سيسلم الوثيقة المؤلفة من 17 صفحة الى "الحلقة الداخلية" في قيادة "القاعدة"، أي زعيمها أسامة بن لادن ومساعده ايمن الظواهري. ونقلت عن مصادر اميركية ان الزرقاوي الذي يفترض انه ينشط في العراق، يريد ايضاً عرقلة عملية تسليم السلطة الى حكومة انتقالية. وتابعت ان كاتب الوثيقة أسف لأن "القاعدة" لم تتمكن من طرد القوات الاميركية من العراق، واقترح تنظيم هجوم ضد الغالبية الشيعية في العراق قبل نهاية حزيران يونيو المقبل، موعد نقل السلطة، وذلك لإثارة هجوم مضاد يستهدف الاقلية السنّية. وتشير الوثيقة الى ان "الحل يكمن في جر الشيعة الى المعركة، فهذا هو الطريق الوحيد لإطالة المعركة بيننا وبين الكفار. وإذا نجحنا في جرهم الى حرب طائفية، فإن ذلك سيوقظ السنّة النائمين الذين يخشون الدمار والموت". وتصف الأميركيين بأنهم "اكبر جبناء خلقهم الله"، لكنها تعترف بالفرص الضئيلة ل"القاعدة" في اخراج قوات "التحالف" من العراق. ويتوجه كاتب الوثيقة الذي أكد مسؤولون أميركيون انه الزرقاوي، الى قادته قائلاً: "ايها الاخوة الشرفاء، قادة الجهاد، نحن لا نعتبر انفسنا منافسين لكم او نطمح الى تحصيل المجد لأنفسنا كما فعلتم. فإذا اقتنعتم بفكرة قتل الفرق المنحرفة، نقف جاهزين كجيش للعمل بتوجيهاتكم والخضوع لقيادتكم". في بغداد وزع الجيش الاميركي ملصقاً يتضمن اسماء خمسة اشخاص يعتبرهم "الأكثر خطورة"، بينهم عزة ابراهيم الدوري والزرقاوي، عارضاً مكافآت لمن يعتقلهم اجمالي قيمتها 16.5 مليون دولار. وأول المطلوبين هو الدوري الذي خصصت 10 ملايين دولار لاعتقاله، يليه "الزرقاوي" بمكافأة مقدارها خمسة ملايين دولار. والثالث على اللائحة هو العراقي محمد يونس الأحمد عضو القيادة القطرية لحزب "البعث" مليون دولار، وعبدالباقي عبدالكريم عبدالله السعدون مسؤول مكتب ديالى العسكري في الحزب 250 ألف دولار، إضافة الى معمر أحمد يوسف الجابر "المعروف بمحمد الجابر أو محمد التكفيري، مساعد قائد ارهابي" 250 ألف دولار.